المساء
عياد بركات
ويتجدد اللقاء -الأستاذ .. يحن إلي عرق فيه!!
د. حسن حنفي أستاذ الفلسفة المشهور في جامعة القاهرة له باع طويل في تعليم الأجيال حرية التفكير كما يردد في محاضراته. ولا يزال كأنه ماثل أمامي في محاضرة له لطلبة السنة النهائية بكلية الإعلام عام 1977. وهو يقول ما معناه "اقفل عليك بابك وتبتل في محراب الفكر.. متجرداً من الضغوط أياً كانت لتعمل عقلك وتكتب في موضوع شئت بتجرد وبحيادية"!!
لكن الأستاذ في مقاله المنشور يوم الخميس الماضي 25/2 بصحيفة "المصري اليوم" تناسي ما علمه لطلابه.. ويبدو أنه حنَّ لعِرق دساس فيه. عرق "الإخوان" هو نفسه اعترف لطلبته أنه كان عضواً في جماعة الإخوان.. إلا أنه تركها. كما أنه اعترف في حوار بقناة "دريم" أجرته الزميلة الأستاذة مني الشاذلي بأنه انتمي للإخوان في مرحلة الثانوية العامة والجامعة. وأنه كان زميلاً للمرشد السابق مهدي عاكف في شعبة باب الشعرية.
ولكن لماذا هذه المقدمة الطويلة؟!.. ذلك أن الأستاذ يقول في مقاله المعنون "الوطن المستباح" إن سوريا استبيحت من الجيش بدعوي تطهيرها من العنف وداعش.
طبعاً الدكتور يقصدالجيش العربي السوري. وهل هناك وطن يستباح من جيشه؟!.. وإذا طبقنا ما يقول علي حالنا. هل يقصد أن جيش مصر يستبيح سيناء حين يحارب الإرهابيين الدواعش في سيناء. كما هم في سوريا الشقيقة؟!!
يضيف الدكتور بقلمه.. تؤيد مصر التدخل الروسي في سوريا التي كانت حبيبة مصر في الستينيات. وتتخلي عن الثورة العربية السورية والشعب السوري لحساب المصالح وموازين القوي. وبدلاً أن كانت مصر داعية للسلام. أصبحت تترقب الحرب العالمية الثالثة.
أقول للأستاذ: مصر حبيبة سوريا في الستينيات ومازالت. ولا تجد سوريا حتي اليوم حضناً ولا وطناً كما تجده في مصر. ومتي تخلت مصر عن الثورة العربية السورية والشعب السوري إذا كان الدكتور يعتبر أن الدواعش وجبهة النصرة. والمرتزقة الذين التموا علي "قصعة سوريا" من أصقاع الأرض. يعتبرهم الدكتور.. هم الثورة العربية السورية.
ما رأي الدكتور.. في التدخل التركي في سوريا. ولماذا لا يضايقه هذا التدخل كما يضايقه التدخل الروسي. متناسياً التدخل التركي الذي حول الوطن السوري لأشلاء لولا تجبيره بالتدخل الروسي؟!!
ألا يعلم الدكتور أن الثورة العربية السورية النقية انتهت في أيامها الأولي فور أن امتطاها الإرهابيون من الدواعش وجبهة النصرة.. كما امتطي "الإخوان" ثورتنا في مصر. فحاولوا ولا يزالون تحطيم مصر وتحطيمنا؟!.. وطبعاً الدكتور ليس إخوانياً كما يزعم. ويفضل أن يعرفه الناس شيوعياً.. وغالباً هو لا هذا ولا ذاك!!
وبمناسبة التدخل في سوريا.. ما رأي الأستاذ في تدخل حزب الله في سوريا؟!.. ولماذا لم يتطرق له؟!.. هل لأنه وصف اليوم الذي تبادل فيه حزب الله الأسري وجثث الشهداء مع إسرائيل مقابل جثتين لجنديين إسرائيليين.. لقد وصف الأستاذ ذلك اليوم بيوم العزة العربي. وهو يوم 16/7/..2008 وقد كان ضيفاً علي قناة "المنار" أثناء نقلها البث الحي لفعاليات ذلك اليوم.. وقد أسمي الدكتور ما حدث بالنصر العربي المؤزر. ولا يحسبنا نختلف معه في ذلك. ولكننا نختلف مع أفكاره في مقاله الأخير.. فليغلق عليه بابه.. عله يستصوب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف