المساء
محمد جبريل
ع البحري مفاوضات بلا شروط!
أعلن متحدث باسم السلطة الفلسطينية أن بعض الدول الكبري تمارس ضغوطاً عنيفة حتي تعود السلطة إلي مائدة المفاوضات.
بالطبع فنحن لسنا في حاجة إلي أسماء تلك الدول. فتاريخها متصل في دعم الكيان الصهيوني. منذ أعلنت وعد بلفور في مطالع القرن العشرين. ومهدت لقيام الدولة العبرية في سني الانتداب. ثم دعمتها بالمقاتلين والأسلحة. وجعلت من الدفاع عن أفعالها بعداً ثابتاً إلي حد أن واشنطن استخدمت حق الفيتو في جرائم إسرائيل ضد الفلسطينين بما يفوق استخدامها له في مجموع قضايا العالم الأخري.
المحصلة التي انتهت إليها رحلة التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هي حصول الكيان الصهيوني علي أكثر من 80% من الأرض الفلسطينية. بل إن المناطق التي تدين بالسيطرة الإسمية للفلسطينيين محكومة بالحصار كما في غزة. أو بالمستوطنات والنقط الأمنية كما يحدث في مدن الضفة الغربية.
الشرط الذي أرفقت به حكومات الغرب إلحاحها بعودة المفاوضات أن تعود بلا شروط. فهل يتفاوض الطرفان علي إبقاء الأوضاع علي ما هي عليه. تعاني غزة حصاراً خانقاً. وحرماناً من أبسط مقومات الحياة. ويبدو تولي فلسطينيي الضفة أمور حياتهم مستحيلاً في ظل بؤر الاستيطان والحواجز العسكرية. يؤكد المعني عمليات القتل اليومية للمواطنين الفلسطينين. فضلاً عن المصادرات والاعتقالات والتسفير؟ أو يجري التفاوض بطريقة أوسلو التي تمخضت عن إسكات صوت المقاومة. بينما ظلت الممارسات الإسرائيلية متواصلة؟ أو يجلس المفاوض الفلسطيني بما عهده في نفسه ـ وعهدناه ـ من النية الحسنة. والقبول بمبدأ التفاوض وفق قناعة قيادة السلطة. بأن الفشل لا يعني إنهاء المفاوضات. فلابد من استمرارها؟
من حق المفاوض الفلسطيني ـ قبل الجلوس إلي مائدة المفاوضات ـ أن يطرح السؤال: إذا كانت المقاومة قد غابت بتأثير قرارات أوسلو. فلماذا تصر إسرائيل علي تواصل ممارستها الاحتلالية من استيطان وقتل واعتقال وتشريد؟
إذا أضفنا مطلب نتنياهو من الفلسطينيين أن يعدوا أنفسهم لقرارات صعبة. إلي شرط اللاشرط الذي أرفقت به حكومات الغرب إلحاحها علي استئناف المفاوضات. فإن الصورة النهائية لذلك تبدو عبثية. وظالمة. ولعلها تذكر القيادة الفلسطينية أن الجلوس للمفاوضات يصعب أن يكون هدفاً في ذاته. وأن القرارات الصعبة مسئولية المحتل الصهيوني. قبل أن تكون مسئولية أصحاب الأرض!
يجب أن يستقر في يقين المفاوض الفلسطيني أنه لم يعد لديه أوراق أخري يفقدها ولا يخلو من دلالة محاولات الطعن بالسكين التي يقدم عليها مواطنو الضفة. رغم استغلالها من الكيان الصهيوني. فهو ـ كما نري ـ يقتل بزعم النية في الطعن!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف