السيد البابلى
رأي - محلب.. وأنبوبة حنفي.. والأمريكان
بعد عام من تولي المهندس ابراهيم محلب قيادة حكومة مصر.. ما الذي تغير؟ وكيف يمكن الحكم علي أداء رئيس الوزراء!
ان أحدا لا يمكن أن يزعم أن مشاكل مصر المزمنة قد وجدت طريقها الي الحل.. أو أن مستويات الحياة المعيشية في تحسن وإرتفاع.. أو أن معدلات التضخم والبطالة تتناقص..
فالواقع أنها مشكلات وقضايا لا يمكن أن تحل في عام ولا في عدة أعوام أو حتي عقود من الزمن.
والمؤكد أيضا أننا سوف نستمر علي نفس سياسات "شد الأحزمة علي البطون" وتسيير الأمور يوما بيوم. علها تنفرج غدا!!
ولكن ما لاشك فيه هو أننا أمام رئيس وزراء مخلص. ورجل بسيط محترم بعيد عن الفساد والشبهات يحاول ويبذل جهدا خرافيا في مواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية بالغة الصعوبة والضخامة.
ولأن الناس تدرك حجم هذه المشاكل وخطورة هذه المرحلة. فإن حجم الانتقادات لمحلب أقل كثيرا ممن سبقوه. والناس تتعامل مع محلب علي طريقة "لاقيني ولا تغديني". فيكفي استقبال الرجل للمواطنين وتفاعله معهم وإحساسه بهم... فالرجل هو واحد من الناس العاديين.. ومن مريدي السيدة وسيدنا الحسين.
***
أما الدكتور خالد حنفي وزير التموين فهو صاحب أكبر تصريح كوميدي هذا الأسبوع.
فالوزير يقول "تذكروا شكل طوابير أنابيب البوتاجاز جيدا.. لأنها ستكون مجرد ذكري في تاريخ المصريين بمجرد تطبيق مشروع توزيع البوتاجاز بالكروت الذكية.
وهي فعلا ستكون ان صدق الوزير ذكري وذكري "منيلة بستين نيلة".. ولكن هل هي ستكون كذلك فعلا!
لقد سمعنا الكثير من الوعود في هذا الشأن. وهناك الوعود المتعلقة أيضا بتوفير السولار والبنزين وهو ما لم يحدث. وعادت أزمة السولار من جديد بقوة وفي كل المحافظات.
وكان هناك حديث عن البطاقات الذكية لصرف البنزين من محطات الوقود وهو ما لم يحدث حتي الآن رغم مرور عدة شهور علي استخراج المواطنين لهذه البطاقات..!
ونخشي أن يكون توزيع الأنابيب بالكروت الذكية مشروعا خياليا أيضا لأن التطبيق صعب.. وصعب جدا..!
***
والمجلس القومي للأمومة والطفولة. مثله مثل مجلس الهوانم المسمي بالمجلس القومي للمرأة. لا يتحرك ويظهر وينفعل إلا عند المناسبات وعلي استحياء!!
فالمجلس تقدم ببلاغ للنائب العام طالب فيه بالتحقيق في وفاة الطفل اسلام شريف من مدرسة شهداء بورسعيد بالسيدة زينب. والذي يقال انه قد مات جراء الضرب من أستاذه.
ولولا أن الإعلام قد اهتم بقضية هذا الطفل لما كان مجلس الأمومة والطفولة قد تحرك..!
فأين هذا المجلس من عمليات امتهان حقوق وآدمية الأطفال الذين يستغلون أبشع استغلال في الأعمال اليدوية ويساقون جماعات جماعات لكنس الشوارع وتنظيفها دون توفير أدني مقومات الرعاية والاهتمام..
وأين هذا المجلس من أطفال الشوارع الذين أصبحوا يمثلون قضية أمنية بالغة الخطورة ويتم التغرير بهم في المظاهرات وأعمال التخريب والتفجير..!
هذه المجالس الشكلية لا تصدر إلا البيانات ولا تجتمع إلا في أفخر الفنادق. وكمية وأنواع وقيمة العطور في كل اجتماع تكفي لأطعام قرية بأكملها..!
***
والجبناء الذين ذهبوا يضعون عبوة ناسفة أمام مستشفي الهرم.. ماذا كانوا يظنون أنهم فاعلون؟ فلولا نجاح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول هذه العبوة لكنا الآن أمام حادث بشع تسيل فيه الدماء علي أبواب مستشفي سيكون عاجزا عن انقاذ من بداخله..!
ان هذه القنابل والتفجيرات لا تخدم قضية ولا ترهب شعبا.. ولكنها آخر ما في جعبة الجبناء الذين لا دين لهم..
***
وأخيرا فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي أوضح أن أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين التقي بهم حذروه من مصير السادات. وأنه قد رد عليهم قائلا "محدش بيموت قبل أوانه".
والرئيس وهو الرجل العسكري الذي يعلم قيمة ومكانة الشهادة في سبيل الله وأن هذه أمنية كل فرد في القوات المسلحة المصرية رد وأوجز بأن أحدا لا يموت قبل أوانه.
ولكن ما ليس مفهوما هو مغزي هذا التحذير من وفد الكونجرس؟ وما الذي يريدونه من ذلك؟ هل هم يعربون عن تعاطفهم وتخوفهم علي حياة الرئيس؟ أم أنهم يرسلون بإشارة أخري للرجوع إلي الماضي بتكرار ما فعلوه مع السادات..!!
والأمريكان الذين ليس لهم آمان.. لا يتعاطفون مع أحد. ولا يبكون أيضا علي أحد..!