سليمان شفيق
عكاشة يخاطب السيسى بلقاء السفير الإسرائيلى
ترى ماذا جرى للنائب والإعلامى توفيق عكاشة ؟ الرجل لعب دورًا وطنيًا فى مناهضة الإخوان، ولاينكر دوره فى إسقاط حكمهم، كما أن برنامجه فى الفراعين كان يشاهده الملايين، ولا ينسى له أنه حصل على أعلى الأصوات بعضوية مجلس النواب، وكان من أشد الدعاة للرئيس السيسى والحكم، ولكنه فجأة انقلب (180درجة)، وكلما ابتعدت عنه أحضان السلطة صار كالطفل الذى يعاند والديه فيضر بنفسه وبوالديه بل وأهله جميعًا، حتى وصل الأمر بإهانة رئيس مجلس النواب ثم الاعتذار، ولكن فجأة ودون مقدمات، يعلن موقع «الإذاعة الإسرائيلية» أن السفير الإسرائيلى فى القاهرة الدكتور حاييم كورين اجتمع مع عضو البرلمان المصرى توفيق عكاشة وبحث معه فرص التعاون بين مصر وإسرائيل فى المجالات الاقتصادية والزراعية والتعليمية.
ونقلت الإذاعة عن السفير كورين أن اللقاء عقد فى منزل عضو البرلمان المصرى استجابة لدعوته، وأنه جرى فى أجواء إيجابية، وتم الاتفاق على الاستمرار فى الحوار حول الملفات المذكورة خلال اللقاءات المقبلة، الأمر الذى أحدث دويًا داخل البرلمان، حتى وصل الأمر إلى مطالبة النائب مصطفى بكرى بإسقاط عضوية توفيق عكاشة، ورأى أنه واجب على كل وطنى شريف، خاصة أنه دائم الزيارة لإسرائيل وجلوسه فى منزله مع السفير الإسرائيلى أمر لا يخلو من معنى، مشيرًا إلى أنه يتهم توفيق عكاشة بخيانة دم الشهداء وخيانة أهالى دائرته الشرفاء الذين لن يرضوا أبدًا لنائب يمثلهم أن يكون خنجرًا فى ظهر الوطن، وشدد النائب خالد يوسف على ضرورة اتخاذ موقف حازم تجاه النائب توفيق عكاشة بعد لقائه السفير الإسرائيلى بمنزله، قائلًا: «إن الشعب المصرى الذى يمثله النواب رافض للتطبيع منذ أربعين سنة، وكان عليه استئذان المجلس قبل أى خطوة عليها رفض شعبى». وأكد «يوسف»، أن ما حدث إحراج للمجلس بأكمله.
حدث ذلك بعد أن كان هناك اتجاه لقبول اعتذار «عكاشة» عن وقائع تجاوزه وتطاوله ضد رئيس مجلس النواب والصحفيين، وتصريحاته بحل المجلس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أن واقعة لقائه بالسفير الإسرائيلى، التى تعد سابقة أولى من نوعها، أشعلت غضب الجميع ضده، ليتحول الموقف من اتجاه لقبول الاعتذار وعدم توقيع عقوبة عليه إلى مطالب بإسقاط عضوية «عكاشة»، معتبرين ما أقدم عليه النائب إهانة للوطن وليس للمجلس فقط.
ترى إلى أين سوف يذهب الأمر بالنائب توفيق عكاشة؟ وهل الذهاب للسفير الإسرائيلى رغم تحليلاته الصاخبة حول المخططات الإسرائيلية هى طريقة للفت الأنظار إليه؟ أم رسالة يوجهها للرئيس عبد الفتاح السيسى بعد أن رفض لقاءه بناء على قوله بعد أن امتنع عن حضور الجلسة التى حضرها السيسى للبرلمان؟
الأمر يذكرنى بذهاب الرئيس الراحل السادات إلى القدس بعد انتفاضة يناير 1977 كرد فعل لرفض شعبه له !!
عكاشة أيضًا بعد أن هجرته السلطة، وقال فى أحد برامجه «أكلونى لحم ورمونى عظم»، وبعد أن لم تفلح محاولات لفت نظر أهل الحكم بتصعيده فى المجلس من موقف إلى آخر، ورغم ذلك كان الرد على رسائله بمزيد من «العناد المضاد» من قبل أهل الحكم الأمر الذى أدى بعكاشة الذى كان من وجهة نظر البعض بطلًا قوميًا إلى الخروج على معسكر الوطنية المصرية، والارتداد عن تحليلات عن العدو الصهيونى طالما شاهدناها وسمعناها بآذاننا ؟!!
النائب والإعلامى توفيق عكاشة عد إلى طريق الوطنية، ولا تعكر صفو تاريخك الوطنى، وليس بالسلطة وحدها يحيا الإنسان بل بالوقوف فى صفوف شعبه، وعلى رأى المثل: «من يتلفح بإسرائيل عريان»، والعاقل من يتعظ من تجربة السادات.