نحن دولة محاصرة إعلامياً ومستهدفة سياسياً لتنفيذ مخطط التقسيم والفوز بالجائزة الكبري وهي "مصر" ولا أحد في العالم يقف بقوة معنا حتي الأشقاء من حولنا مشغولون بما يحدث لهم والجميع يري حجم الدمار والخراب الذي أصاب كثيراً من الدول العربية. وفي رؤية سنة 2030 الذي عرضها رئيس الدولة كان هناك حجم كبير من المرارة والألم في الحديث والمصريين عموماً لهم طبيعة خاصة فدائماً لديهم رئيس البلاد يستطيع فعل كل شيء وهو المنوط بتحديد السياسات خاصة لما فعل الرئيس السيسي في 3 يونيو وإزاحة كابوس الإخوان من علي كاهل صدر المصريين.. ولكن هذا حدث في دولة تعاني من تراجع في التعليم. ومعاناة في الصحة. وزيادة في حجم الدين. وزيادة نسبة الفقر.. وهذا يحتاج إلي حكومة قوية خاصة بعد ثورتين وتكون حكومة ملهمة الحل خارج الصندوق وتكون لها قرارات اقتصادية تحدث توافقاً مجتمعياً نتيجة منهج إصلاحي ويتمثل هذا في رضا وقبول الشعب عن تلك الإجراءات ويتمثل ذلك في وجود ضرائب تصاعدية. ومشاريع قائمة علي الدعم الذاتي للتنمية خاصة أن لدينا مجتمعاً مدنياً كبيراً وهذا يحقق فكرة العدالة الاجتماعية وهي أحد مطالب ثورة المصريين لتضييق فجوة الفقر والقضاء عليه ويحدث ذلك عن طريق الاستفادة من كل الخبرات كل في مجاله. وتدريب وتربية الشباب تربية سياسية بعد تجريفهم سياسياً وتعليمياً.
أما عن التجاوزات التي تحدث وتعرقل جهود التنمية والنظر إلي حجم الجهد المبذول فنري سوياً حادثة أمين الشرطة وقتل مواطن بالطبع هذا تجاوز وإهانة لأي مواطن ولكن هناك أسباباً عدة لهذه المشكلة الأول علي المستوي الشخصي للأمين ومن معه فهم يتعاملون بنظرية "صف ضابط" فهو لا يستطيع أن يكون ضابطاً لديه حرية اتخاذ القرار ولا يرضي أن يكون شرطيا يقبل الانصياع وتنفيذ الأوامر فقط وهذا مأزق نفسي.. فالانحراف ظاهرة إنسانية ولا عصمة إلا لنبي ولا يعني هذا أن كل الأمناء مثل هذا ولكن هناك نماذج عدة منهم تحتاج إلي إصلاح وتأهيل. بالاضافة إلي أن مصر تمر بما له من الفراغ السياسي والاقتصادي والإعلامي نتيجة التجريف والحل يكون بتقديم نماذج أفضل للباب في كل مجال. أما السبب الثاني والأهم لما يحدث في الشارع المصري فهو الهدف لتفكيك الدولة المصرية كما قلنا سابقاً وهذا لا يحدث إلا بهدم دعائم الدولة وهي "الجيش الشرطة القضاء" ووجود إعلام مضلل والحل يكون بتنشيط الأداء الإعلامي ورفع المستوي الثقافي للمتلقي خاصة أن المصريين لديهم سلم اهتمامات الآن لم يكن مطروح قبل سنة 2011 فإذا لم تكن تلك المؤسسات مقتنعة بهذا لا تستطيع اقناع الناس بالفعل "فأنت لا تصتنع ما لم تكن مقنعا".. ورغم كل هذا فهذا لا يمنع أن المصريين أغلبهم يتفقون علي وحدة الهدف وهي بناء الدولة المصرية في أصعب ظروفها وما أنجزه الشعب المصري خلال عام ونصف العام يعادل جهد 20 عاماً.