الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
90 نائبة.. بدون حزب نسائي!!
لأول مرة في تاريخ المجالس النيابية في مصر.. منذ مجلس مارس 1924 حتي الآن لم ينجح تسعون نائبة في مجلس واحد.. عدد رهيب لم يحققه أي حزب من المائة حزب "الورقية" التي خاضت هذه الانتخابات.. ولا حقق ما هو أقل منه بكثير.
هنا يثور سؤال هام:
لماذا لا يكون في مصر حزب نسائي؟؟
صدقوني سيكون أقوي حزب علي الأقل سيكون له مبادئ وأهداف.. لا ينافسه فيها أي حزب آخر!!.. لا تقل لي إن المرأة حققت كل أحلامها منذ أيام هدي شعراوي ودرية شفيق ومنيرة ثابت.. أصبح لها حق الانتخاب الذي خلا منه دستور ..1923 الحق الذي قالت عن درية شفيق بسخرية قبل تحقيقه:
إنني أنتظر في منزلي ولا أخرج منه إلا بعد أن يدلي الطباخ والسفرجي بأصواتهما في الانتخابات!!
***
الآن أصبحت المرأة لها حق أيضاً الترشح والعضوية والوزارة أيضاً بل وقاضية.. بماذا تطالب المرأة بعد ذلك؟؟؟
الموضوع لم يعد مناصب فقط.. رغم أن هناك ميركل وتاتشر وأنديرا غاندي وغيرهن في أمريكا الجنوبية والشرق الأقصي وصلن إلي أعلي المناصب.. بينما بخلت الدولة بمنصب المحافظ علي سيدة أثبتت وجودها في الاسكندرية خلال فترة توليها منصب المحافظ بالنيابة عندما استقال المحافظ.. هنا يظهر دور الحزب مثلاً!!
.. ومع ذلك الموضوع ليس مناصب!! ففي الإشارة العابرة في خطاب الرئيس طالبهن بأهم من كل هذا.. المرأة ربة البيت.. والبيت هو نواة المجتمع.. فالمرأة هي الأقدر علي المطالبة بما يحتاجه البيت.. وهي أقدر علي مناقشة الحكومة في كل ما يحتاجه البيت بل وما يحتاجه الطفل أيضاً.. المرأة هي "وزيرة مالية البيت" وتستطيع أن تناقش بعض الوزراء في بعض أمور يجهلها رب البيت!!!
***
والسؤال الآن:
هؤلاء النسوة اللائي أقمن عدة جمعيات نسائية وملأن الدنيا وكل وسائل الإعلام بنشاطهن والخدمات الإنسانية.. ألم يفكرن يوماً في تكوين حزب بدلاً من جمعية لها شروط وعليها التزامات ويخضعن لرقابة الحكومة.. رغم أن الحزب أقوي من الحكومة نفسها.. الحزب هو الذي يراقب الحكومة.. ومن حق الحزب إصدار صحف ومجلات بلا رقيب عليها!!
أهم من هذا..
هؤلاء الزعيمات.. ألم يقرأن تاريخ بلدهن؟؟.. بلاش أمثلة من الهند مثلاً.. تاريخ مصر يقول إن مصر هي أول دولة عربية وشرق أوسطية كانت لها جريدة وحزب اسمه "بنت النيل" أنشأتهما درية شفيق.. كان الحزب نسائياً كله طبعاً ولم يعمل بالجريدة إلا الآنسات والسيدات!!
***
ممكن جداً أن يكون التسعون نائبة أقوي حزب في البرلمان.. و"يأكلن الجو" في البرلمان الجديد المتجه إليه كل الأنظار الآن سواء في الداخل أو الخارج.
ولكن هناك سؤال هام:
هل الدستور يسمح بتكوين حزب بعد الانتخابات وانعقاد المجلس.. وهؤلاء السيدات نجحن تحت أسماء أحزاب أخري أو مستقلات؟؟
قيل لي إن هذا ضد الدستور.. ومستحيل.
حسناً لابد من احترام الدستور.. في نفس الوقت يحدث التقارب بين التسعين نائبة.. ويكون هذا البرلمان نواة لحزب نسائي في الانتخابات القادمة.
مثلاً ممكن أيضاً أن تتفق الكتلة النسائية مع ائتلاف أو أكثر علي الموافقة علي تشريعات جديدة تعطي المرأة حقوقاً أكثر!!! كل شيء ممكن.. وربنا يستر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف