بوابة الشروق
حسن المستكاوى
المناقشة المئوية فى التجربة الكروية
** بعد تجربة المنتخب الوطنى أمام بوركينا فاسو، أمامى اختياران.. الأول أن أتوقف عن الكتابة بسبب اليأس لأن تغيير الأفكار بات مستحيلا ولأن الكرة المصرية باتت أسيرة نفس طرق التفكير التى كانت قبل 30 عاما، والثانى أن أواصل الكتابة ولا أفقد الأمل فى التغيير، فربما يظهر جيل جديد يحمل أفكارا جديدة قريبا أو فى المشمش أيهما أقرب.. لكن لماذا وضعت أمام الاختيارين؟!

** لا أذكر كم مرة ناقشت موضوع التجارب الودية للمنتخبات الوطنية.. لكننى أذكر أنى فعلت ذلك عشرات المرات مع عشرات التجارب، ولم يتغير شىء. لا مفهوم التجربة، ولا ترتيب تجربة، ولا جدية التجربة وقتها، ولا فائدة التجربة.. حتى أننا ننفرد بقول مأثور بعد الهزائم: «كانت تجربة مفيدة».. فهل الفوز لا يكون مفيدا؟!

** ناقشت موضوع تجارب منتخبات كرة القدم كثيرا لأنه لا يقنعنى فكرة قيام المدرب بالدفع بمائة لاعب فى مباراة، من باب «الوقوف على مستواهم».. فكيف يتعرف المدرب على مستوى لاعب فى ربع ساعة..؟ وأعتقد أن التعرف على ما يملكه اللاعب من مهارات أساسية متميزة وخاصة به، مثل السرعة أو اللعب فى المساحات الضيقة أو قوة التسديد، يمكن التعرف عليها من مباريات الدورى والكأس، أو فى أى تقسيمة أثناء التدريب.. بينما تبقى مهارات مثل اللعب تحت الضغوط، والقدرة على التصرف فى المواقف الطارئة والصعبة، مرتبطة بتجربة جادة وصعبة وقوية. ونادرا ما يخوض المنتخب تلك التجربة الجادة. فالقوى يهزم الأقوياء..

** إن المدرب عليه الوصول إلى التشكيل الأساسى من خلال المباريات المحلية، ومن خلال التدريبات والتقسيمات، وليس المباريات التجريبية، لأنه من المفروض أن يلعب بالتشكيل الأساسى، للوصول إلى أفضل تكوين، يخوض به مبارياته المقبلة، وهنا أتوقف عند هذا السؤال: «هل تتوقعون أن يلعب منتخب نيجيريا على أرضه كما لعب منتخب بوركينا فاسو على أرضنا؟! دعكم من فروق القوة والمهارات والخبرات.. لكن ألا تكون التجربة فى تعريفها العلمى هى: «مجموعة أفعال أو عمليات رصد، تتم ضمن سياق حل مسألة معينة» وبناء عليه ألا تعد تجربة يخوضها فريق لكرة القدم عبارة عن مجموعة أفعال وعمليات تتم ضمن سياق حل مباراة قادمة معينة؟!

** وأخيرا.. كم مرة سمعتم هذه الجملة: «أرسلنا فاكسات (أيام الفاكسات والجوابات) إلى كل دول القارة».. وبعد الجملة القديمة جدا، يكون الرد من الفريق الذى نلعب معه دائما، يعنى «اللى لاقيناه».. وقد كنا طوال سنوات مضت، نطالب بوجود إدارة فنية فى كل اتحاد تحدد برنامج احتكاك يرتبط بأجندة الارتباطات الدولية والإفريقية، بغض النظر عن المدرب الذى يتولى قيادة المنتخب.. ولكن لو كنا نملك المدرب مبكرا.

(وغالبا لا نملكه) فإن من حقه وضع البرنامج الذى يرغب فى خوضه على مدى عامين مثلا.. لكن طريقة أرسلنا فاكسات إلى كل دول العالم (من زمن الجوابات فى زمن الإيميل) باتت طريقة مضحكة.. لا.. الأمر كله يموت من الضحك بعد مناقشته مائة مرة دون أن يتغير أى شىء؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف