عبد الحميد اباظة
بلا ضجيج -الوضع الصحي في مصر!
لا شك ان هناك تدنيًا للوضع الصحي في مصر علي مر السنين الماضية والصحافة تكتب والصحة تدافع وتراشق مستمر دون إصلاح. إن الامكانات الفنية والأجهزة والمستلزمات ليس بها أي نقص في مستشفيات الصحة بل إن هناك أجهزة في الكرتونة غير مستخدمة بالعشرات.
وكذلك الامكانيات البشرية لدينا مخزون هائل من البشر يكفي بلداناً أخري. والكوادر والكفاءات كثيرة لكن عندنا في مصر ازداد واجبه في العمل.. العاملون في القطاع الخاص هم الذين يعملون بالقطاع العام بحجة تحسين الدخل حتي الأطباء.
حاول الوزراء السابقون إصلاح الصحة. وتم عمل دراسات وكتب وملازم وخطط وأوراق تملأ دار الكتب من دراسات وتوصيات جهات أجنبية وخبراء أجانب ومصريين وحكاية طويلة عشتها علي مدي أربعين عامًا في الشارع الصحي. وأستطيع في النهاية أن أقول: إن أزمة المنظومة الصحية في مصر تتلخص في ثلاثية لو لم تصلح لن ينصلح الوضع الصحي في مصر أبدًا مهما حاولنا ومهما وضعت رؤي واستراتيجيات وسياسات إلخ.. من كلمات رنانة. نعم هذه الثلاثية تنطبق علي جميع المصالح والمؤسسات الحكومية الخدمية.
* الضمير: إن غياب الضمير عند بعض العاملين في القطاع الصحي يؤدي إلي افتقار التعامل مع المريض عامة والفقير خاصة وعدم الاكتراث ولا يعلم هؤلاء ان الدنيا تدور وسوف تقع أنت مكان مريضك. نعم سوء المعاملة وسوء التعامل يؤدي إلي خلل. عدم مراعاة الضمير في الحفاظ علي الأجهزة وتوفير الأساسيات في العمل الطبي أشرف مهنة خلقها الله.
غياب الضمير والحل لا يأتي بقرارات فهي موجودة ولا دراسات فهي موجودة إنما عودة ضمير بتعليم الضمير من البداية وسط هذا الصخب وهذه الغابة صعبة للغاية ولكن ليست مستحيل. البحث عن المادة ولقمة العيش تضعف الضمائر تجاه الفقير الذي لن يدفع. ضعاف النفوس وعديمو الضمائر في الشارع الصحي هم أعمدة البلاوي كلها.
* قلة التمويل: فلا يمكن إصلاح صحي بدون تمويل كاف. ولن أدخل في النسب لكن كل الدراسات مبنية علي تمويل كاف. فالعملية الصحية مكلفة للغاية ويزداد سعرها يوميًا مع كل طلعة نهار ولا يمكن تقديم خدمة صحية إلا لو استراح كل العاملين بالقطاع الصحي ماليًا واجتماعيًا. فاقد الشيء لا يعطيه.
وضعف الماديات وراء انهيار الصحة في مصر وليس نقص الأجهزة أو شراء معدات إنما مصاريف جارية وصيانة ورواتب وثواب وعقاب يستحق لكن التدني المالي ان المستشفي الواحد له أن يصرف ألف وستمائة جنيه يوميًا!!! بربك كيف أعطيك خدمة بهذا التدني في الموارد لا تقدير صحي إلا بالفلوس.
ضعف الإدارة: وهذا يرجع إلي اختيار قيادات لم يكن لها سابق خبرة في التعامل مع الجماهير وخاصة الغلابة والبسطاء ولم يكن لديهم قدرة علي التواصل مع المواطنين.