المساء
مؤمن الهباء
شهادة- ظاهرة عكاشة
كان النائب توفيق عكاشة. صيداً سهلاً للسفير الإسرائيلي بالقاهرة.. فالرجل مغرم بحب الظهور والاستعراض.. وطموحه عابر لقدراته.. ولم يخف يوماً أنه يؤدي دوراً أو أدواراً مرسومة ومخططة.. وعلاقاته بإسرائيل وأمريكا مكشوفة لمن لديه أبسط معرفة بعلم تحليل المضمون. رغم اتهامه الدائم لثورة 25 يناير بأنها مؤامرة صهيونية ـ أمريكية.. وبالمناسبة. إسرائيل وأمريكا ليس لديهما مانع من ترويج هذا الاتهام مادام سيحقق الهدف الذي تريدانه.. وهو تشويه الثورة.. وإلصاقها بالمؤامرة.
نعم.. عكاشة صيد سهل المنال.. والمشكلة الآن من سيأتي بعده.. وهو بالضرورة لابد أن يكون أكثر اتزاناً وأثقل وزناً من عكاشة.. وهذا لا يعني أبداً أن عكاشة ساذج أو عبيط.. بالعكس هو يعرف ماذا يفعل جيداً.. وأين يضع قدمه.. والمكسب الذي سيعود عليه.. ومن يرجع إلي الفيديو الذي تحدث فيه عن تصوير المسجد الأقصي من الداخل. يعرف مدي العلاقة التي تربطه بقادة إسرائيل. وليس السفير وحده.. وطبيعة الدور الذي يجب أن يقوم به.
الشخصية التي سيلتقي بها السفير الإسرائيلي علناً سوف تختار بعناية. وبسرعة.. حتي تبرر فعلة عكاشة.. وحتي يقول الناس إذا كان فلاناً قد التقي بالسفير. فلماذا يلام عكاشة.. وهو لم يفعل أكثر من أن ناقش مع السفير الصهيوني قضية سد النهضة. وأجبرهم علي إسقاط مبلغ التعويض المحكوم به دولياً في قضية الغاز. وأمرهم بأن يبنوا عشرة مدارس علي أحدث طراز. بدلاً من مدرسة بحر البقر التي دمروها وقتلوا تلاميذها.
بالمناسبة.. هل تقبل مصر منهم أن يبنوا لها عشرة مدارس؟!.. ولماذا تسكت مصر علي عكاشة. الذي تقدم بهذا الطلب. أو هذا الأمر. وهو غير ذي صفة؟!!
ودائماً يذكرني عكاشة وهو يتحدث مع الإسرائيليين بعادل إمام في فيلم "عنتر شايل سيفه".. فهو يري نفسه أذكي منهم. وأقدر علي الفهم والتوجيه.. وقد هددهم في لقائه الأخير أكثر من مرة بالطرد من بيته وإنهاء اللقاء.. لكنهم كانوا يرضخون لمطالبه. ويتبنون وجهة نظره في النهاية لأنه عليم بخططهم وكاشف ما في نفوسهم.
هل يستطيع مجلس النواب مواجهة ظاهرة عكاشة. وهي تتمدد في الاتجاه الخاطئ.. وتكاد تلامس خط التماس لمحددات الأمن القومي المصري؟!.. هل سيستجيب المجلس للدعوات والبيانات الشعبية والنقابية التي تطالب بطرد عكاشة. وإسقاط الصفة النيابية عنه؟!!
لقد أصبح عكاشة فعلاً ظاهرة عجيبة وغريبة.. ليس في أدائه الإعلامي فقط. الذي لا يمت إلي الإعلام بصلة.. وإنما أيضاً في طريقته المظهرية الاستعراضية في تسطيح القضايا وادعاء البطولة وارتداء ثوب العلم والثقافة بينما كل كلمة منه تنضح بالجهل.. وقابليته للاستغلال والاستهبال.. ألا تتذكرون شخصية "علي بيه مظهر"؟!!
هل تصدق أن نتنياهو استدعي السفير الإسرائيلي فوراً لكي يبحث معه ما دار في لقائه مع عكاشة وكيفية تنفيذ اقتراحاته وآرائه.. وقد كان من الأولي أن يتم استدعاء عكاشة لدي جهات الأمن القومي. لنعرف ماذا قيل وماذا طرح علي المائدة في هذا اللقاء المريب؟!!
علي كل حال.. المشكلة ليست في عكاشة.. المشكلة في السفير الإسرائيلي الذي انفتحت شهيته للحديث إلي الصحفيين.. ولا ندري من هم هؤلاء الصحفيون الذين ذهبوا إليه.. ونقابتنا ترفض هذا الأمر. وتندد بأي خطوة علي طريق التطبيع.
السفير يتحدث الآن عن ضرورة إنشاء علاقات اقتصادية وثقافية حتي نكون جيراناً جيدين.. وحتي لا يكون تعاوننا في المجال الأمني فقط.. وسوف يجد كثيرين غير عكاشة يمدون أياديهم إليه.. لكن الرجل يدرك بدهائه المعروف أنه لا عكاشة ولا هؤلاء يعبرون عن ضمير مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف