الوطن
محمود الكردوسى
كرباج: جمال عبدالناصر
يقول المسافر فى عكس اتجاه النيل إن الصعيد «فريسة» العاصمة: تأكله لحماً وترميه عظماً. يقول -وهو يتفرج عليه من وراء زجاج نافذة قطار.. إنه ضحية لمركزية الدولة: مهمل ومنبوذ ومضحوك عليه. لكن العاصمة تتباهى بسره الإلهى. إذا أرادت بواباً أو بائعاً سريحاً.. طلبته. إذا أرادت مضحكاً لـ«جاناتها» أو «شريراً» لفواجعها.. طلبته. إذا أرادت «قفا» تطرقع فى صحته أو «وجهاً» تخيف به أطفالها.. طلبته. إذا أرادت «شاهداً» على زواجها من الحاكم قسراً أو طواعية.. طلبته. أما إذا أرادت رجلاً مهيباً يحبها وتحب أن «يشكمها» ويمنحها عزوة.. أطلقت مظاهرة ورفعت فى صدارتها صورة «جمال عبدالناصر».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف