عزيزي الأستاذ توفيق عكاشة
إذا كنت تظن أنك الكاتب الكبير والمفكر السياسي العريق استاذنا علي سالم فقد أخطأت.. إذا كان علي سالم يجاهر بآرائه في القضية الفلسطينية التي لن تحل إلا بالاتفاق مع إسرائيل وأن معاداة إسرائيل معناها تجميد الموقف علي ما هو عليه منذ مايو 1948.. وأن الصلح مع إسرائيل ليس عيبا وأن استمرار تجميد الموقف في صالح إسرائيل التي توسعت بما كانت تحلم به كخطوة أولي نحو الحلم الكبير "من المحيط إلي الخليج"... فهذا موضوع آخر تماما.
علي سالم.. السياسي الكبير قبل أن يكون كاتبا وفنانا وسيناريست.. فقد كان هذا تفكيره ورأيه قبل أمريكا ولا أقول قبل أنور السادات.. أمريكا هي التي اقنعت أنور السادات بزيارة القدس وتوقيع معاهدة كامب ديفيد لنسترد سيناء كاملة.
علي سالم - رحمه الله - كان "حاجة تانية خالص".. ورغم بعد نظره كسياسي محنك.. ورغم أن آراءه هي التي انقذت مصر فيما بعد.. حاربته كل الهيئات والنقابات والمؤسسات.. حتي "قروش معاش نقابة الصحفيين" حجبوها عنه.. وتم حجب كل أعماله الفنية التي كان من حقه "بدل حق استغلالها".. وتحمل كل توابع الفقر والفاقة والحاجة والعوز وكل مرادفات هذه الكلمات.. وهو صابر بشموخ حتي لا يلحظ أحد عليه شيئا.. لم يكن أحد يعلم شيئا عنه - أين يسكن مع بناته.. ولا من أين يأكل أو يلبس هو وبناته.. وكانت مشكلة المشاكل عندما مات - مات كمصطفي كامل ومحمد فريد علي أرصفة أوروبا من أجل مبادئهم - مات ولا يعلم أحد أين مات.. فقد كانت السيدة الرائعة الفاضلة جيهان السادات تريد أن تعزي بناته.. فكانت مشكلة.. وهذه قصة أخري.
*******
عزيزي الاستاذ عكاشة..
الموضوع مختلف تماما.. فرق كبير بين كاتب ومفكر له آراء يكتبها بكل صراحة وبين مظاهرة إعلامية فجة غريبة.. مظاهرة وليست مجرد مقابلة.. مظاهرة ظن الرأي العام انها حكاية تحدي.. ثم أنت الآن عضو المجلس التشريعي... لك صفة رسمية لها تأثير في سياسة الدولة فتصرفاتك يجب أن تكون محسوبة وبالاتفاق.. فأنت مرتبط باحدي السلطات الثلاث التي تدير شئون البلد.
******
أما حكاية "حذاء الأخ كمال أحمد" أقدم عضو برلماني الآن.. لا أحد يقر "هذا الحذاء" وأن كان التليفزيون حاول تبريرها بأنها "ظاهرة عالمية" ولكن.. ألم نجد سوي هذا التصرف الذي لا يليق بالمكان ونتبعه؟.. في نفس الوقت.. العذر - وليس كل العذر - للأخ كمال أحمد الذي فقد أعصابه عندما اقترب من الأخ توفيق عكاشة.. واعتقد أن كمال أحمد عمل عملته وهو في غير وعيه.. وهذا متروك للجنة التحقيق.
*******
عزيزي الأخ توفيق عكاشة....
الصحفيون والمفكرون والكتاب لهم وضع آخر..
مثلا.. المرحوم عبد الرحمن الشرقاوي كتب خطابا مفتوحا في جريدة "المصري" عام 1950 إلي ترومان رئيس أمريكا.. يناشده بالرفق والمساعدة لهؤلاء الذين خسروا أرضهم وأموالهم وأعمالهم.. وتم الالقاء بهم في غزة.. ولم يخل الخطاب من عبارات عنيفة.. ولم يلمه أحد.. بل العكس أرسل ترومان بعد 48 ساعة الرد وترجمته السفارة الأمريكية.. واستجاب ترومان لكل مطالب الشرقاوي..
هناك طرق عديدة لمخاطبة الأعداء دون ضجة.
هناك قفشة طريفة...
توفيق عكاشة هو ثاني مصري يجتمع ويخاطب السفير الإسرائيلي جهارا نهارا أمام الجميع... بعد عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة!!!