الوفد
محمود غلاب
الطريق الوحيد- البيضة والجزمة
ولا على عكاشة حرج عندما دخل البرلمان يوم الأحد محمولاً على أعناق البلطجية، وخرج مضروبًا بالجزمة، لأنه ما ذنب الجزمة!! ولكن الحرج والعتاب على الأستاذ كمال أحمد عميد البرلمانيين وشيخهم، الذى ألغى عقله فى لحظة غضب ونسى انه فى مجلس النواب، وخلع خداءه، وضرب عكاشة به أربع مرات، كما قال إنه يضربه باسم الشعب، وكل مهيقابله هيضربه مرة أخرى. أخطأ كمال أحمد فى حق البرلمان وارتكب عكاشة خطيئة، وتبقى مشاكل الوطن والمواطنين الأهم من نائب قابل السفير الإسرائيلى ونائب ضربه بالحذاء لأنه قابل السفير الإسرائيلى هناك فرق كبير بين النائب الشاب كمال أحمد الذى دخل البرلمان عام 76 وقام برفع البيضة داخل القاعة احتجاجًا على رفع الأسعار وكان أحد الأسباب التى أدت إلى قيام مظاهرات الفقراء التى حولها السادات إلى انتفاضة حرامية، وبيت السادات النية لكمال واعتقله فى أحداث سبتمبر عام 81، كما كان كمال أحمد أحد معارضى اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية السلام ورفض سياسة الانفتاح الاقتصادى فى عهد السادات وقال عنها إنها أفرزت طبقة الطفيليين والرأسماليين الجدد، كما قدم كمال أحمد فى برلمانى 2000، 2005 فى عهد مبارك استجوابات شهيرة عن البورصة ومشروع توشكى، وغرق العبارة السلام، والقمح، وفرق بين ما حدث فى جلسة يوم الأحد عندما تغلبت العاطفة على زعيم المستقلين ورفع حذاءه يضرب به النائب توفيق عكاشة معلنًا أنها رسالة له من جمال عبدالناصر ومطلب شعبى أن يضرب على أم رأسه.
خطيئة عكاشة ليست فى مقابلة السفير الإسرائيلى، ولكنها فى المطالب التى طلبها من ممثل الكيان الصهيونى وفى ذلك تهديد للأمن القومى، وإهانة للسيادة المصرية وتحريض ضد الوطن وزعمائه، لجوء عكاشة إلى سفير الدولة العدوة خيانة وفعلاً اجراميًا واستفزازًا للبرلمان كنت أنتظر من النائب كمال أحمد ألا يمنح عكاشة شرف المتاجرة بأنه تم ضربه بالحذاء تحت قبة البرلمان كما قال إنه يعتبر كمال أحمد مثل والده، وانه تم ضربه مئات المرات بالحذاء أيام الثورة، ولكن عزائى أن جزمة كمال أحمد لم تنزل على رأس عكاشة فقط بل على رأس التطبيع مع هذا الكيان الصهيونى الذى نعتبره عدوا رغم اتفاقية السلام الرسمية التى وقعتها مصر معه، ووضعها الشعب المصرى تحت أقدامه ورفض التطبيع مع السفاحين، القتلة، المحتلين لأراضينا العربية لا يستحق عكاشة كل هذه الضجة، ولا يستحق خروج نائب العطارين عن شعوره ويضربه بالحذاء،لأن هناك قضايا أهم من عكاشة تستحق وقت النواب، لا أتهم كمال أحمد بالبحث عن شو اعلامى لأنه ليس فى حاجة إليه ولم يسع له فى أى وقت قام فيه بتمثيل دائرته تحت القبة ولكن أقول إن كمال أحمد تسرع بهذا الرد، ولكن كنت أفضل ألا ترفع الأحذية تحت قبة البرلمان وترفع بدلاً منها المضابط والدستور واللائحة للدفاع عن حقوق هذا الشعب الذى وقع ضحية نواب لا يستحقون شرف تمثيله إما فشله أو متاجرين بالحصانة وباحثين عن الشهرة، حرام أن يكون هؤلاء هم نواب 30 يونية وحرام أن يتحدثوا باسم الشعب تحت القبة وهم لا يحترمون أنفسهم ويتاجرون بالوطن، ويعملون علي تصفية الحسابات مثل هؤلاء مكانهم المصحات النفسية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف