لم يبذل السويسري جيانى ايفانتينو جهدا كبيرا في اعتلاء عرش دولة الفيفا بعد أن كشفت انتخابات الاتحاد الدولي الأخيرة الوضع العربي المتردي الذي لم يختلف كثيرا عن الخلافات العربية السياسية.
فكلنا نسيج واحد.. عملة واحدة.. لا فرق بين المعارك السياسية والرياضية.. ليس لأن الغرب الأفضل تكتيكا فقط، لأن الآخرين استغلوا انقسامنا وضعفنا سيناريو كان يعلمه جيدا «ايفانتينو» قبل الانتخابات من خلال قراءة جيدة للمشهد الذي كان يعرفه بين الأردني الأمير علي بن الحسين والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم.
والأخير كان سببا في زيادة الانقسام الحاد وبدأ معركته أولا مع الامير في صفقة متبادلة بينه وزعيم مافيا الفساد السابق بدولة الجبلاية جوزيف بلاتر حيث دعم الشيخ الرئيس السابق للفيفا بلاتر في سباقه الانتخابي أمام الأمير «على» مقابل سلب منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي من الأمير ومنحه للشيخ سلمان وضم زعيم المافيا اليه هذا المنصب باعتباره رئيسا للاتحاد الآسيوي رغم علم الشيخ بأن بلاتر وزبانيته من أكابر زعماء مافيا الفساد.
لم ينس الأمير الموقف الذي وقفه الشيخ ضده كما لم ينس بلاتر تجرؤ الأمير ودخوله في معركة انتخابية أحرجته وحركت أيضا المياه الراكدة وكانت وراء رحيله ومعه هامانه ميشيل بلاتينى فأوعز الى صديقه عيسي حياتو أحد بقايا هياكل الفساد بإعلانه الصريح بتأييد الاتحاد الافريقي للشيخ سلمان لم يكن حبا في العرب ولا في الشيخ نفسه ولكن تنفيذا لمطلب سيده «بلاتر». وكنت أتمنى أن يعى الشيخ هذا ويعطي الفرصة للأمير الذي وقف بمفرده في مواجهة الطاغوت الراحل وزبانيته ولم يتدخل عقلاء الأمة العربية للتأكيد على ان هذا لا يصب في صالح العرب .
صحيح قد يكون هناك مرشح عربي وحيد ويخسر لعوامل كثيرة لكن الأمل والنجاج يتجدد مع بعض الجهد وتكوين تكتلات مشتركة إذا صلحت النوايا.. ودائما سوء النويا والتصرف وعدم تفعيل العقل وتغليب المصلحة العامة وراء ضياع الكثير من بين ايدينا.
< تحول الإعلام المصري خاصة المرئي الى بوق شتائم وسباب بشكل مزري يسيء للمصريين في الداخل والخارج.. مقدم برنامج يخرج عن ميثاق الشرف الإعلامي يسب زميله أو من يختلف معه في الرأي تغيير القناة بحثا عن شيء مفيد تجد آخر يضرب بزجاجة بيده في حائط أمامه وبعد أن يتعب من السباب والقيام والجلوس عصبية ونرفزة يحاول أن يستريح قليلا فينقل المشهد المأساوي الى ضيوفه ويشعل فتيل أزمة بينهما حتى يشاهد هو والمشاهدين جولة من جولات المصارعة أو الكونغوفو.
وللأسف النشء والشباب يتلقون جرعات السم بعد أن حصلوا على جرعة كافية من الأفلام الساقطة التي ملأت القنوات المتعددة التي لا نعرف لها عددا من كثرتها..ثم نتساءل: ما هي أسباب تدني الأخلاق والأساليب التي تضرب في آذاننا وأصبتنا بتلوث سمعى ومرئي!!