الوفد
علاء عريبى
رؤى- الناصريون وشعارات التطبيع الحنجورية
من الأسئلة الطريفة جدا التي يجب أن ننتبه إليها، هو: لماذا مازال الناصريون يتمسكون بشعار لا للتطبيع؟، لماذا يلوحون باتهامات الخيانة والعمالة حتى اليوم فى وجه من يقترب من الإسرائيليين أو اليهود؟، لماذا يصرون بعد 38 سنة على تشويه اتفاقية كامب ديفيد؟
المتعارف والمتفق عليه أن جميع البلدان التى تحتل إسرائيل أراضيها سعت إلى الجلوس مع حكومة الكيان الإسرائيلي لكى يحرروا أراضيهم، والمؤكد تاريخيا أن أغلب قيادات هذه البلدان جلسوا معهم على مائدة الحوار، وأنهم توصلوا لاتفاقيات سرية وعلنية، والمثبت تاريخيا أن بعض أو أغلب البلدان العربية تقيم علاقات مع الكيان الإسرائيلي، والثابت كذلك أنهم تنازلوا منذ سنوات عن شعار لا للتطبيع، كما أنهم يتمنون أن يتوصلوا إلى معاهدة تشبه كامب ديفيد، رغم هذا مازال الناصريون فى مصر يرفعون شعار لا للتطبيع، ومازالوا حتى اليوم يشوهون كامب ديفيد ومن يجلس مع الإسرائيليين، كما أنهم مازالوا يرفعون سلاح التخوين والعمالة، لماذا؟
عندما فكر الرئيس الراحل أنور السادات في عقد اتفاقية سلام تعود بموجبها الأراضي العربية المحتلة، اعترض قيادات البعث السوري والعراقي، لأنهم كانوا يعتقدون أنهم بالجيش المصري يستطيعون إعادة أراضيهم المحتلة، أو تحقيق المقولة الإنشائية التى أطلقها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر: إلقاء إسرائيل في البحر، عارضوا الاتفاقية ووصفوا السادات بالخائن والعميل، وأحلوا دمه وأجبروا الدول الخليجية على مقاطعة مصر وتجويع شعبها، البعض من النخبة المصرية كانوا يسترزقون من البعثيين، خاصة العراقي الذي كان يغدق عليهم الأموال والهدايا، هؤلاء تبنوا فكر الخيانة والعمالة، كما لقي هذا الفكر هوى بعض اليساريين المصريين والناصريين، لماذا؟، لكى يظل الرئيس عبدالناصر هو البطل الأسطورة الواحد والأوحد، فقاموا بتبنى فكر البعثيين، وشوهوا الرئيس السادات بطل حرب أكتوبر، ووصل ببعضهم الأمر إلى التشكيك فى نصر أكتوبر المجيد، كل هذا لكى يظل إله الناصريين على عرش القمة، والمؤسف أن بعض أعضاء الإخوان المسلمين والتيار الديني قد تبنوا هذه الأفكار البعثية والناصرية، وذلك بعد أن تمت صياغتها في فتاوى شرعية، صدرت من المؤسسات الدينية السعودية والبعثية والعربية، وأذكر أيامها أيضا تلاحقت فتاوى تحريم التعامل مع الإسرائيليين واليهود بشكل عام.
الجوقة الناصرية رغم قلة عددها، بمساندة البعثيين والخطاب الديني السلفي في السعودية وبعض الدول العربية، استطاعوا أن يشكلوا جبهة شرسة فى مصر لمعارضة اتفاقية السلام، وساعدهم على نشر وتوسيع هذه الجبهة العمالة المصرية فى السعودية والدول العربية، التي كانت تعود مبرمجة بفكر البلاد التى كانوا يعملون بها، وانتهت هذه الموجة إلى قتل السادات، الذي اتهم بالخيانة والعمالة وتم تكفيره لأنه وضع يده في يد اليهود الكفرة مغتصبي الأراضي الإسلامية والعربية، قتل السادات الذي حرر الأراضي المصرية من احتلال جاء به عبدالناصر وفشل في إخراجه، قتل لأنه استطاع أن ينجح فيما فشل فيه قيادات البعث السوري وإله الناصريين، والطريف أنه الناصريين مازالوا حتى اليوم يتمسكون بشعار لا للتطبيع، مع أن جميع البلدان العربية تناسته وضربت به عرض الحائط، لماذا؟، بالطبع لكى يظل إله الناصريين متربعا على عرش القمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف