الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- الذرة والدوار.. والصويا: لماذا؟
طويل هو مشوار المصريين مع قزازة الزيت.. وبسبب نقص انتاجنا المحلي من كل أنواع الزيوت نحن نستورد الآن 95٪ مما نحتاجه من زيت للطعام.. وبعد أن فقدنا زيت بذرة القطن وزيت السمسم وزيت الكتان لم يعد أمامنا إلا أن «نطيع» مافيا المستوردين الذين يقدمون لنا الآن زيت الذرة ـ وإن كان الأفضل المتاح لنا صحياً الآن.. ثم زيت دوار الشمس.. وكذلك زيت فول الصويا، كما ذكرت أمس..
وزيت الذرة لونه أصفر شاحب. وينتج من الجنين وليس من الوردة! ويحتوي علي 20٪ من الزيت. ويحتوي علي 55٪ من الدهن المتعدد عديم التشبع. وهي مادة جوهرية للغذاء الصحي وينصح به الأطباء..
<< وزيت دوار الشمس، ولا تقولوا عباد الشمس! وينتج من نبات طويل زهوره صفراء المبهرقة ومنه 60 نوعاً وله زهرة واحدة أو أكثر في قمته. ويتكون كل رأس من اسطوانة صغيرة تعرف بقرص الزهرة وتنتج 100 بذرة. ويتجه رأس الزهرة نحو الشمس طوال اليوم. ورحيقها غني جداً ويستخدمه الانسان لزيته.. كما يستخدمه النحل مصدرا لصنع العسل.
وهذه البذور غنية بالبروتين. وتنتج زيتاً عالي الجودة ويستخدم في صناعة الزبد الصناعي وزيت الطعام. وبعض أنواع زهرة الشمس لها بذور مخططة يتم تحميصها لتناولها كوجبة خفيفة. وأحياناً تخلط مع بعض الحبوب الأخري وتقدم طعاماً للطيور.
وتنتج بعض أنواع دوار الشمس الخاصة بانتاج الزيت، حبوباً سوداء صغيرة 50٪ من مكوناتها زيت. وأول من اكتشف ذلك هم العلماء الروس ويمثل زيت زهرة دوار الشمس المرتبة الثالثة عالمياً كأهم أنواع الزيوت النباتية. وكان الاتحاد السوفيتي قبل تفككه أكبر دولة منتجة لحبوب الزهرة هذه.. وأمريكا الشمالية هي الموطن الأصلي لهذه الزهرة ثم انتقلت إلي أوروبا في القرن 16 وتظهر منها كل عام أنواع جديدة. الا أن الأنواع المعروفة تجب زراعتها باستخدام البذور.. وعلمياً معروف أن زيت حبوب الصويا وزيت النخيل هما فقط اللذان ينتجان كميات أكبر من بذور دوار الشمس..
<< ثم زيت فول الصويا ويتم الحصول عليه بعد غسل الفول وتقشيره ثم تسحق الحبوب وتتحول إلي رقائق بعد انتزاع الزيت منها بجرش الفول.. وفول الصويا غني جداً بالبروتينات ويقدم هذا الجريش كغذاء كما يستخدم أيضاً غذاء للحيوانات الأليفة والدواجن. ويتحول إلي دقيق أيضاً لإنتاج الطعام منخفض الطاقة الحرارية. بل ويمكن انتاج بروتين نباتي غني تماماً مثل البروتين الحيواني.. ولذلك يدخل دقيقه في انتاج المخبوزات.. وطعمها يشبه طعم اللحوم!!
أما زيت الصويا فيتم انتاجه بمعالجة زيت الصويا الخام ويستخدم هنا في صناعة الشموع والمواد المطهرة والصابون والورنيش.. أما الزيت النقي الصالح للأكل فيتم انتاجه بعد إزالة رائحة الزيت صناعياً ثم يكرر صناعياً كذلك ويسخن لازالة الرائحة.. والجزء الأكبر من هذا الزيت ـ بعد ذلك ـ صالح كطعام سواء في الزبد الصناعي والسمن النباتي. وأيضاً توابل السلطة والمايونيز. ويعد هذا الزيت الصالح للأكل من مقومات صناعة منتجات متعددة حتي مادة الليسثين الصمغية فتستخدم في عمل الآيس كريم ومستحضرات التجميل والأقمشة.. وفول الصويا ينمو خلال 30 إلي 40 يوماً. وهو بذلك من أسرع المنتجات الزراعية!!
<< وفول الصويا كان يزرع قديماً في شرقي آسيا منذ قبل 5000 عام واعتبر الصينيون القدماء فول الصويا أهم محصول وهو أحد المحاصيل الخمسة المقدسة عندهم.. وهو ضروري للحياة، كما كانوا يعتقدون، أما أمريكا فقد عرفته منذ القرن 12 وتوسعت فيه أول القرن العشرين ليستخدم كعلف للحيوانات وفي أوائل القرن الماضي «1911» بدأ استخدامه كطعام أو جريش.. وزيتاً وهو مادة حيوية لمواجهة العجز الغذائي العالمي..
<< وفي مصر صنعوا لنا خلطة من هذه الزيوت الثلاثة: الذرة.. الصويا ودوار الشمس وهو ما تعتمد عليه وزارة التموين في توفير زجاجة الزيت للمصريين، وهي الأرخص.. وربما الأغني غذائياً بسبب فول الصويا.. ولكنهم ـ في فترات أخري ـ قدموا لنا زيت الشلجم المعروف ببذور اللفت. وأحياناً زيت النخيل..
ولكن دعونا ـ غداً إن شاء الله ـ نستكمل حكاية قزازة الزيت التي لا يخلو منها أي مطبخ مصري.. وهي الزجاجة التي يعاني من نقصها القطاع الأكبر من المصريين الآن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف