من أتيحت له فرصة زيارة البرلمان الياباني المعروف اختصارا باسم الدايت، سيجد ضمن مقتنياته صورة فوتوغرافية عمرها ١٥٤ عاما، التقطت عام ١٨٦٢ لمجموعة من الساموراي بملابسهم اليابانية المميزة أمام تمثال أبوالهول.. الأهم هو ظروف التقاط هذه الصورة التي التقطها مصور ايطالي لهؤلاء اليابانيين الذين أوفدهم امبراطور اليابان إلي مصر لكي ينقلوا تجربة نهضة مصر علي يد محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة.
وجدت اليابان في محاولة خروجها من عزلتها التاريخية في مصر نموذجا مثاليا يمكن الاقتداء به، وجاء هؤلاء الساموراي وجابوا مصر، واستمعوا، وشاهدوا ووثقوا ما شاهدوه، وراحوا يطبقونه في اليابان.. نفس الامر تكرر عندما ارادت اليابان تطبيق السكة الحديد كوسيلة نقل حديثة فجاءوا إلي مصر، مرة ثالثة جاءوا لكي ينقلوا تجربتها البرلمانية، فأخذوا ما توافق مع تراثهم. وردوا ما لم يتوافق.
الحواديت التي ذكرتها، والتي اسمعك وانت تمصمص شفايفك علي ما كانت عليه مصر، وما أصبحت عليه.
ولماذا نذهب بعيدا، تعالوا إلي كوريا التي كان ابناؤها يتعلمون في مصر في الستينيات، وسنغافورة التي كانت مجرد ميناء استوائي يخدم جيوش الاحتلال.. شاهد اين مصر التي تمثل المرتبة قبل الأخيرة في جودة التعليم وجودة الحياة، وتحتل الصدارة في مقاييس التعاسة والشقاء، وحوادث الطرق والتحرش.
هل نحن جناة أم مجني علينا؟
هل نستحق هذا الدرك الاسفل؟