حمدى الكنيسى
كلام من لهب ! الأمير والشيخ يؤكدان خيبتنا الكبري
تمر الايام، وتمر الشهور، وتمر السنون لتحمل كلها في ثناياها السوداء، ما يؤكد ويجسد خيبتنا العربية التي ما بعدها خيبة!!، تمر الايام، وتمر الشهور، وتمر السنون ليفعل فينا اعداؤنا ما شاء لهم من افعال فيشقون صفوفنا، ويدفعوننا الي التصادم مع بعضنا لفظا وفعلا، ثم ترتسم البسمات، وتعلو القهقهات علي وجوههم ومن قلوبهم وعقولهم، فما خططوه ودبروه لنا ينجح بامتياز ويكتمل نجاح هؤلاء الاعداء بأن يظهروا علنا وسطنا ويستبيحوا أرضنا وتخترق طائراتهم وصواريخهم أجواءنا، وعندما يبدو علينا التساؤل والقلق يربتون علي اكتافنا، ويتحسسون خدودنا قائلين لنا: لا تقلقوا يا عرب اننا فقط نستهدف بقنابلنا وصواريخنا التنظيمات الارهابية التي نخشي عليكم منها، صحيح ان هذه التنظيمات «كداعش والنصرة وغيرهما» من بنات أفكارنا ومن رحم تخطيطنا، ويرتكبون جرائمهم بأسلحتنا التي نصنعها بالاموال العربية الكريمة!!
> تصدمنا او بالتحديد تصفعنا، او بتحديد أكثر تلطمنا هذه المواقف والتطورات والتداعيات، وبدلا من أن ننتفض ونثور لكرامتنا، ونحمي أعراضنا، فنتجاوز خلافاتنا وحساسياتنا، وحساباتنا القطرية والطائفية والشخصية، ونرأب الصدع، ونغلق ملف الانشقاق والضعف، بدلا من ذلك - ويا ألف حسرة!! نواصل اخطاءنا وخطايانا، ولا نفرق بين اعدائنا واصدقائنا، وتندفع افكارنا وجهودنا وأسلحتنا نحو بعضنا البعض، لدرجة اننا لم يعد يهزنا سقوط قتلي وجرحي من اهلنا السوريين والعراقيين والليبيين والصوماليين واليمنيين، ولم نعد نتحسر علي اسقاط طائرات وتدمير قواعد مدفعية وصواريخ كلها عربية بل اننا - ويا ألف ألف حسرة - نهلل لسقوط قتلي وجرحي، وتدمير اسلحة وطائرات بدعوي انها تخص الجانب الآخر سواء المعارضة او الدولة وكلاهما عربي وكأننا لا ندرك ان هذه الخسائر الدموية والكوارث البشرية والمادية معناها الوحيد هو تناقص بل تآكل أرصدتنا العسكرية والمادية التي من المفترض اننا نحتاج اليها بالتأكيد في مواجهة اعدائنا الحقيقيين قبل أن يكتمل مخطط التمزيق والتفتيت الذي أخرج او كاد دولا شقيقة كالعراق وسوريا والصومال وليبيا من الجغرافيا والتاريخ بهدف تحويلها الي دويلات صغيرة هزيلة متشرذمة متصارعة تتسول رضا وعطف من فعلوها فينا من قوي دولية واقليمية!!
سؤال منطقي جدا
قد يتساءل من أحظي بمتابعتهم لما أكتبه وأكرره في حواراتي الاذاعية والتليفزيونية: لماذا أعود الي الحديث في هذه القضية الشائكة المؤلمة ألا أري بصيصا من أمل في أن يستيقظ ويفيق قادتنا وزعماؤنا الاشاوس (أشاوس فيما بيننا فقط) ولمن يتساءلون بهذا المعني وهذا الهدف أقول: كنت أتمني ذلك والله العظيم!! لكنني - ويا مليون حسرة - لا أجد ما يوحي بامكانية تحقيق هذا الامل المنشود حتي الآن، وها هو ذا آخر موقف تنقله وسائل الاعلام السياسية والرياضية يقول لنا - بالفم المليان «يا خيبتكم يا عرب.. خيبتكم ما وردتش علي حد» والسبب يا من تتساءلون عن الامل هو أن الخيبة العربية الجديدة يجسدها ما حدث في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فكما هو معروف تنافس فيها علي موقع الرئيس مرشحان عربيان مع آخرين، وكان المتوقع ان ينسحب احدهما ليخلي الساحة للآخر حتي ينجح في المنافسة، الا ان المتوقع والمنطقي والعقلاني لم يحدث، ثم جاءت فرصة أخري ذهبية عندما انتهت الجولة الاولي من الانتخابات بحصول «الشيخ سالمان بن ابراهيم» علي ٨٥ صوتا والمرشح السويسري ايفانفينو علي ٨٨ صوتا والامير علي بن الحسين علي ٢٧ صوتا وبذلك خرج من السباق وكان المتوقع والمنطقي والعقلاني جدا أن يدفع سمو الامير من انتخبوه ليعطوا اصواتهم لشقيقه «العربي!!» وبذلك يمكن أن ينجح باكتساح، لكن بتراجع المنطق والعقل اتجه ٢٤ صوتا من رصيده للسيد ايفانفينو، ليخسر العرب فرصة لا تتكرر كانت تتيح لهم اعتلاء عرش «الفيفا» الدولية وقدموه بمحض إرادتهم العبثية علي طبق من ذهب للمرشح السويسري.
وهكذا نبتلع مرارة وخيبة عربية جديدة، ولا نلطم الخدود لانها لم يعد فيها مكان صالح للطم، ولا نملك الان الا أن نتسول رضا رئيس الفيفا الجديد الذي صنعناه بأيدينا ولا مانع من ان نقبل يده او حتي قدمه حتي نحصل علي حقوقنا المتأخرة علي الساحة الكروية الدولية!!
ومعذرة يا إذاعة «صوت العرب» هل تملكين حقا أن تذيعي الشعار العربي الذي كان رائعا ومعبرا عن انجازات وطموحات عربية حقيقية!! هل تملكين حقا أن نسمع عبر اثيرك «أمجاد يا عرب أمجاد»؟!!!!، واذا كنت يا إذاعتنا العريقة تخجلين من هذا الشعر، هل تطلقين شعارا آخر يكون مخزيا ومستفزا لعله يستنهض همم من نامت وغابت هممهم.