لا ننحاز ضد الدكتور توفيق عكاشة ولا نؤيده في الخلاف بينه وبين أعضاء مجلس النواب حول موقفه من إسرائيل والذي وصل إلي حدود غير مقبولة باستخدام الحذاء من جانب النائب كمال أحمد.
أن موقف عكاشة من إسرائيل وإشادته المستمرة بها وبعظمتها يدل علي أنه يجهل أشياء كثيرة لا يليق بالدكتور توفيق عكاشة أن يكون جاهلا بها.
إنه يجهل أن اسرائيل أقيمت أساسا لحصار مصر.. ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر ومع فتوحات محمد علي التي امتدت في اتجاهات عديدة وأنها يمكن أن تصبح قوة اقليمية وعالمية كان لابد من محاصرتها وتحجيمها وكانت أهم وسائل التحجيم اقامة دولة يهودية في فلسطين التي تعد ركنا أساسيا من أركان الأمن القومي المصري.. والتقت الرغبات الغربية مع الأحلام اليهودية في استعمار فلسطين حتي انتهت إلي اقامة اسرائيل.. فهل تلك هي الدولة التي تستحق ان يشيد بها "عكاشة" ولا يتوقف عن التسبيح بحمدها؟!!
وهل يجهل عكاشة أيضا دور اسرائيل في بتر جنوب السودان عن الوطن الأم.. وأنها مؤامرة سافرة موجهة ضد مصر أساسا لحصارها مائيا عن طريق بتر الجزء الممطر من السودان ومنعنا من انجاز مشروع قناة جونجلي الذي كان سيزيد موارد مصر المائية بمقدار 12 مليار متر مكعب؟!
والغريب أن "عكاشة" الذي يفخر باستقبال السفير الاسرائيلي ينسي أن سد النكبة الإثيوبي في جوهره مشروع كيدي تآمري يصر عليه النظام الحاكم في إثيوبيا خضوعا لاسرائيل لمحاصرة مصر مائياً دون أي فائدة حقيقية للشعب الإثيوبي.
وتناسي عكاشة أيضا الملحمة البطولية التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد محاولات اسرائيل تهويد القدس ومسجدها الاقصي المعروفة باسم ثورة السكاكين التي سقط فيها منذ أكتوبر الماضي نحو مائتي شهيد وألوف المصابين والاسري ثم يطعنهم الدكتور عكاشة بهذه التصرفات.
ان علما بلا عمل وبلا مواقف مبدئية وطنية ملتزمة.. كشجرة بلا ثمر يا سيادة الدكتور عكاشة المنبهر بإسرائيل.
ونكررها مرة أخري نرفض أن يكون الحذاء لغة للحوار ونرفض في الوقت نفسه المواقف غير المسئولة من أشخاص يدعون لنفسهم العلم.