الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
هل من مجيب.. ابقوا قابلوني
في نفس الوقت الذي أعلنت فيه الدولة طرح الشهادات الدولارية للمصريين في الخارج.. نجد الأندية تعقد مؤتمرات صحفية تعلن فيها مرتبات المدربين الأجانب بملايين الدولارات!!!.. فوضي!!!
هناك حملة إعلامية ضخمة في كل وسائل الإعلام ترفض هذه العقود جملة وتفصيلا.. وتطالب الدولة بالتدخل والسؤال هو:
- أين كانت وسائل الإعلام حينما كانت هناك مفاوضات طويلة وعشرات الرحلات للخارج للبحث عن مدربين أجانب تنفق فيها الأندية آلاف الدولارات بحثا هنا وهناك.. وتتعثر المفاوضات فيجري البحث في دولة أخري وهكذا.
أين كانت وسائل الإعلام خلال الأسابيع الماضية حينما كانت تجري هذه المفاوضات.. والغريب أن وسائل الإعلام نفسها كانت تنشر كل التفاصيل وأرقام المرتبات بالدولار.. ولم يتحرك أحد والآن.. الكل ثائر.. والثورة وصلت مجلس النواب ولكن ما الحل بعد أن تم توقيع العقود التي تحتوي علي شروط جزائية.. بالدولار أيضا!!!؟؟؟
***
أقول لكم بعض الحلول:
1- تتفاوض الأندية مع المدربين الأجانب بأن يكون الدفع بالجنيه المصري بنفس سعر السوق للدولار.. أعتقد أن هذا الحل يرضي الجميع.. المدرب لن يخسر شيئا.. يمكنه شراء دولارات بنفس المرتب.. وربما يكسب إذا صعد الجنيه المصري في مواجهة الدولار كما يحدث كثيرا.. والدولة لن تخسر الدولارات!!!
يجوز جدا.. المدربون الأجانب يتعنتون ويرفضون هذا الحل.. وربما يقول البعض إن هذا الحل يسيء للاقتصاد المصري الذي عجز أن يدفع مرتبات حفنة قليلة من المدربين بالدولار.. هناك حل ثان.
***
2- حل ثان عقابا للأندية التي لا تراعي مصلحة البلد.. وتقول أنا ومن بعدي الطوفان.. نقول لها.. مادمت أغنياء بهذه الدرجة وبالدولار.. سنمنع عنكم كل أنواع الإعانات.. الإعانات السنوية أو إعانات الإنشاءات أو غيرها.. وبهذه الإعانات ممكن شراء دولارات من السوق وضمها لرصيد مصر الأجنبي.
وبذلك تتحمل الأندية خطأها.. وفي نفس الوقت إنذار لكل الأندية بألا تتعاقد مع مدربين أجانب إلا بعد موافقة مكتوبة من الوزارة ومعرفة مصدر هذه الدولارات!!!
***
أعتقد أن الخطأ هنا مشترك.. فالوزير عضو في مجلس الوزراء ويعلم الموقف الاقتصادي وكان يجب أن يكون الرفض والمنع من الأساس قبل أي بحث أو تعاقد.. وأيضا خطأ الأندية التي تحكم بأهوائها.. أراهن أن حسن شحاتة خير من هيريرا أيام زمان عندما كان هيريرا "أسطورة التدريب" في العالم!!!.. وأراهن أن لو تعاون زيزو مع فتحي مبروك في جهاز واحد بصرف النظر عن من المدير الفني ومن المدرب وأي تضحيات شكلية لا قيمة لها ممكن ألا ينهزم الأهلي حتي نهاية الموسم المحلي أو الموسم الأفريقي.. لقد كنت قريبا من كل من زيزو منذ كان مفاجأة مصر في البطولة العربية في بغداد في الخمسينيات حينما كان عمره أقل من 17 سنة وتلاعب بفريق بغداد.. وفتحي مبروك تزاملنا في مصر وفي الخارج وهو لاعب وهو مدرب مع الجوهري.. علي فكرة.. الاثنان علي أعلي مستوي أخلاقي وتربوي.. من النادر أن تجد هذه الأخلاق والمثل في هذا الوسط.. وهذه شهادة لله.. ولكن ماذا نقول للأندية التي تحكمها المصالح الشخصية.
***
وبعد...
كتبت.. وكتب كثيرون غيري.. كتاب رياضة وسياسة واقتصاد بل وفن.. فهل سيتم اتخاذ أي قرار؟؟؟!!!.. ابقوا قابلوني!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف