الوفد
محمود غلاب
الطريق الوحيد -الائتلاف الواحد
كثرة اللجوء إلى اخراج الكروت الصفراء والحمراء للاعبين فى مباريات كرة القدم ليس دائمًا دليلاً على عدالة حكم المباراة وقوة شخصيته، ولكنها أحيانًا تكون لإخفاء ضعف شخصية الحكم وقلة خبرته فيلجأ إلى الرخصة التى منحها له القانون فى رفع الكروت للسيطرة على المباراة قبل أن تتحول إلى معركة يركل اللاعبون فيها بعضهم بدلاً من ركل الكرة لإيداعها الشبكة محرزين الأهداف التى يصفق لها الجمهور، ما يحدث فى مجلس النواب يشبه مباراة خرجت على الروح الرياضية والمنافسة الشريفة ولبستها روح التعصب وشغب الملاعب، وأظهر الدكتور على عبدالعال معاملة حادة للنواب فى مواقف يسهل احتواؤها بدلاً من لجوئه إلى الكرت الأحمر لاخراج النواب من القاعة والتسرع برفع الجلسة فى مواقف لا تستحق كل هذه العصبية التى تشبه عصبية الملاعب.
ما يحدث تحت قبة البرلمان غير مسبوق فى تاريخ الحياة النيابية الممتدة من 150 سنة، إذ انصرف النواب عن هموم الوطن وقرروا استنزاف طاقتهم فى خزعبلات تروج لنظرية الخيانة والتآمر على المجلس وهو عبث لا يستطيع الشعب تحمله فى الوقت الذى ينتظر فيه من نوابه مناقشة مشاكله ووضعها أمام الحكومة ومطالبتها بحلها.
من الذى يتآمر على مجلس النواب ويريد هدمه، الشعب المصرى قرر، والعالم الخارجى اعترف برغبة الشعب فى إقامة دولة جديدة مدنية ديمقراطية تحترم حرية التعبير وحق الاختلاف، وأصبح الوطن أمانة فى اعناق الجميع، وأصبحت الوطنية ليست حكرًا على أقلية ولا ائتلاف ولا توجد وصاية من أية فئة على أخرى.
أنا مع الدكتور على عبدالعال، بأن تحت القبة يجلس بعض النواب المعوقين لمسيرة المجلس ولمسيرة الدولة ولمسيرة الوطن سواء عن قصد وسوء نية أو رغبة فى الظهور الاعلامى ويتصرفون على طريقة خالف تعرف، ولكن ليس من أجل هؤلاء أن يعتبر الدكتور عبدالعال أن كل من يقول رأيًا مخالفًا أنه يحاول هدم الدولة المصرية، ويشكك فى وطنيته لافساح الطريق أمام فئة تتحكم فى المجلس وتفرض سيطرتها وصوتها وتحتكر الوطنية، هل يصل الأمر بأن يتهم النائب الذى يختلف على مادة فى اللائحة بأنه يحاول هدم الدولة؟ هل بناء الدولة هو سيطرة ائتلاف واحد على المجلس؟، الائتلاف الواحد ينتج الحزب الوطنى السابق الذى كان مسيطرًا على مجلس الشعب منذ قيام الأحزاب السياسية حتى قيام ثورة 25 يناير، وكان الحزب الواحد والرأى الواحد، والتعليمات التى تصدر من مصدر واحد وسياسة «موافقون» تحت القبة هى أم أسباب الفساد والتخلف والثورة على نظام مبارك، امتلاك الثلثين المعطل تحت القبة، ويحول باقى النواب إلى معارضة. «الطبخة» التى سواها ائتلاف دعم مصر، تحت القبة لرفع نسبة الائتلاف المسموح به من 20٪ كما جاء فى تقرير لجنة اللائحة وهو غالبًا ما كان تتم الموافقة عليه فى السابق، حيث يتم احترام تقارير اللجان المشكلة بقرار من المجلس إلى 25٪ باقتراح تقدم به نائب من ائتلاف دعم مصر، وتم انتزاع الموافقة عليه دون النظر إلى طلب المداولات التى تقدم بها نواب آخرون مخالفون فى الرأى لكتلة دعم الدولة، كان من المفترض أن يتم افساح المساحة للائتلافات الصغيرة لتشارك فى المشهد السياسى لأن فى ذلك فائدة للبرلمان وللأوضاع السياسية، وكان من المفترض أن يمنح الدكتور على عبدالعال الفرصة للنواب فى التعبير عن وجهة نظرهم فى تبنى اقتراح لجنة اللائحة بدلاً من لجوئه إلى الكروت الصفراء والحمراء للتضييق على التعددية كما يفعل حكام كرة القدم الذين يحاولون حصر الدورى فى الأهلى والزمالك، رغم أن هناك فرقًا أخرى قد تكون مؤهلة للمسابقة وتحرمها أحيانًا صفارة الحكم من حصد الثلاث نقاط ويستمر نزيف النقاط حتى يخرج من المسابقة صفر اليدين على أيدى الحكام المنحازين بكروتهم لفريق أو اثنين فقط. نريد عدالة حكم الساحة رئيس البرلمان هو حكم بين جميع النواب ولا يجب أن ينحاز لطرف دون آخر، أقترح على الدكتور عبدالعال تأجيل المواد الخلافية فى اللائحة إلى نهاية المناقشات لإجراء مناقشات هادئة حولها تحقق مصلحة الجميع وليس فريقًا واحدًا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف