الكثير من نواب البرلمان يحلو لهم التشدق بأنهم نواب الأمة بأكملها وينكر عن عمد انه نائب عن دائرة بعينها صغرت أم كبرت، معروفة أم عكس ذلك.. الغريب أن النائب تأخذه النشوة وتنتفخ أوداجه وهو يتحدث بكبرياء وعنترية - وهذا حقه - علما بأنه لم تظهر لأي منهم أية كرامات أو انجازات أو أفعال..

المهم أن نائب الأمة أصبح ظاهرة فالنائب يتحدث في قضايا بالغة الدقة والخطورة، بدءا من الاقتصاد والسياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي والاتفاقات الدولية وتعديل الاتفاقيات الموقعة ، كل ذلك خارج البرلمان ومن عندياته ومن أفكاره وعبقريته الفذة علي الفضائيات والصحف.

الشيء الآخر هو أن نائب الأمة في نظر هؤلاء النواب تخيل نفسه انه وزير الخارجية أو رئيس الحكومة، وأعطي لنفسه صلاحيات رئيس الجمهورية في الحديث في شئون الأمن القومي والشئون الخارجية بإعتبار أنه نائب عن الأمة من حقه أن يلتقي السفراء والوزراء ورؤساء الحكومات الاجانب ويعقد معهم اتفاقيات دولية من تلقاء نفسه بعيدا عن الدولة ويمنح من يشاء حقوقاً ويتفق علي مشروعات وكأن مصر ليست لديها حكومة.

النائب عكاشة أكد أنه حصل علي موافقة الأجهزة قبل أن يفعل شيئا.. لذلك تم توفير الحراسات اللازمة له وللسفير الاسرائيلي رغم كل ذلك لم نسمع من الاجهزة نفيا. أو تأكيدا لما فعله نائب الأمة.. وما موقف الاتفاقيات التي عقدها عكاشة مع السفير الاسرائيلي علي العشاء وهل تبدلت مسئوليات البرلمان من التشريع والرقابة إلي ممارسة العمل التنفيذي وتخطيط السياسة الخارجية وسياسات الأمن القومي؟!