نحن لانعرف قيمة مصر الحقيقية إلا عندما نتركها ونسافر بعيدا عنها..ومهما تفاوتت درجات المقارنة، وسمو المكانة للبلد الذي نزوره، تظل دائما مصر هي المكانة الأعلي التي يشجينا سماع اسمها بفخر وإكبار.
ويختلف الأمر كثيرا هنا في المملكة المغربية، تلك الارض الغربية التي تشعرك عند زيارتها ان كل سنتيمتر فيها به حفنة من تراب مصر والشوارع والمقاهي فيها حكايات وبطولات عن شعب مصر، وكأن كل مواطن مغربي شقيق قد شرب من نيل مصر.. سر ما يشدك إلي مصر في المغرب في كل وقت وكل مكان.. في الضحي وفي قهوة الصباح، في قرص الشمس وقت المغيب وفي دفء الشتاء في الليل حيث نبضة الشجن التي تملأ القلب بالحياة والأمل والحب .. والأهم من كل هذا الإنسان المغربي الجميل الذي ينطق كلمة «مصر» وقد غمرها برجفة الشوق العذبة الرنين.
هذه التوأمة غير المكتوبة بين الشعبين المصري والمغربي أتصور انها لو كانت موجودة بين باقي الشعوب العربية لتغيرت أشياء كثيرة منها علي سبيل المثال لا الحصر الاتفاق علي مرشح عربي واحد وحيد في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بدلا من اثنين كما هو جري حيث الأمير علي بن الحسين الأردني والشيخ سلمان بن إبراهيم البحريني.. وقد انقسم بالتبعية العالم العربي بين مؤيد لهذا ومعارض لذاك مما أضعف من فرصة الاثنين معا وأفسح المجال إلى فوز المرشح الثالث السويسرى الذى ما كان ابداً يستطيع الفوز لولا الانقسام "العربى - العربى".
والواقع أن للعرب قوة تأثيرية كبيرة في أي انتخابات دولية علي المستوي الرياضي في كل اللعبات نتيجة لرئاسة كثير من الشخصيات الرياضية المرموقة للعديد من الهيئات والاتحادات القارية في آسيا وإفريقيا، ومن ثم القدرة علي تطويع اتجاهات الرأي العام والأصوات بهذه البلدان بما يخدم المصالح العربية، لكن هذا لا يحدث ابداً لاننا كالعادة اتفقنا علي ان نختلف.. وهذا هو قدرنا.