المساء
محمد فؤاد
ع الطريق- ياسمين.. تروح لمين؟!
..وهي التي فاقت 1700 طالب من 170 دولة. وحصلت علي المركز الأول. في مسابقة "إنتل إيسف" الدولية للعلوم والهندسة في مجال العلوم البيئية. الخاصة بابتكارات طلاب التعليم قبل الجامعي. وكرمتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" باطلاق اسمها. علي أحد الكويكبات المكتشفة مؤخرا. فأسمته "مصطفي 31910".
ياسمين يحيي مصطفي. الطالبة بالصف الثالث الثانوي. قامت بتصميم جهاز "RSP" أو القوة الكامنة في قش الأرز. ويقوم بتحويل أي مياه ملوثة أو غير صالحة للشرب. الي مياه صالحة للاستخدام الآدمي. وينتج عنه أيضا طاقة كهربائية. طاقة هيدروجينية. فيتامين "B". وبعض المواد الأخري. بالاضافة الي انه يتخلص من السحابة السوداء.
والجهاز - كما تقول - لم يكن وليد الصدفة. فقد اتبعت الخطوات العلمية في ابتكاره. وانتهت الي التبخير كأفضل حل لتنقية المياه ولكنه يحتاج لطاقة كبيرة. وقد وجدتها في القش اذ تصل الي 1200 درجة مئوية عند حرقه.
لكن سعادة ياسمين وفرحتها بالفوز بالمركز الأول. وتسمية أحد الكويكبات باسمها لم تستمر وتدوم طويلا. فحتي وقتنا هذا لم تتبن أي مؤسسة حكومية تنفيذ ذلك المشروع. ورغم لقائها بالرئيس السيسي الا ان الحديث دار حول البحث العلمي بشكل عام. ولم يتطرق الي ابتكارها!!
المخترعة الصغيرة. تؤكد أن تكاليف المشروع ليست عائقا أمام الحكومة. اذ انه غير مكلف. فمعظم مكوناته متوفرة بكميات كبيرة في البيئة المصرية. فقد استخدمت القش. الرمل. الزلط. نبات المورينجا. وطحلب "سبيرولينا". ومهما بلغت التكاليف فان العائد منه أكبر بكثير. لذلك فقد أبدت رغبتها في تنفيذه بجهودها الذاتية. قائلة: "هشتغل علي مشروعي مش مستنية الدعم الحكومي"!!
بحسب الاحصائيات. فان عدد العلماء والمخترعين المصريين حول العالم. في كافة المجالات بلغ حوالي 86 ألف عالم فروا للخارج بعبقرياتهم وابتكاراتهم. من الروتين. ومن العقليات التي علاها الصدأ. ومن الميزانية التي دائما وأبدا لا تسمح بنودها. ومن ثم يجدون بيئة صحية تحتضن أفكارهم وتساعدهم في تنفيذها!!
ولكن الي متي يهرب العلماء. والي متي تظل ميزانية البحث العلمي هي الميزانية الأقل في الدولة؟! غير ان ياسمين لن تهرب. وانما هي تشكو بثها وحزنها الي الله والمسئولين. عل اختراعها يجد سبيلا لتنفيذه. اذ اننا من أشد الدول احتياجا اليه. خاصة ونحن لا نستفيد من ذلك القش الاستفادة المثلي. ولكن نسيء استخدامه. نحرقه ونلوث به البيئة. مسببا 11 نوعا من السرطانات. وبعضا من أمراض العيون وأمراض الصدر والتنفس. كما انه يؤثر بالسلب في الناتج القومي للبلاد!!
لقد عرضت عليها بعض الشركات الألمانية والأمريكية تنفيذ ابتكارها. ولكنها ترفض أشد الرفض. ففي يقينها ان المشروع يعالج مشكلة في مصر. فيجب ان ينفذ ويطبق فيها. لا في دولة غيرها!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف