حسن المستكاوى
اللعب فى الدورى الانتقالى
** منذ 25 يناير 2011 تعيش كرة القدم المصرية، والمسابقات المحلية، وجماهير اللعبة مرحلة تسمى: «المرحلة الانتقالية». ونتعامل جميعا مع تلك المرحلة على أنها قدر. والأقدار مكتوبة، ولا فكاك منها. ولذلك لا يعرف أحد، ولا حتى رئيس لجنة المسابقات أين يلعب الأهلى أو الزمالك المباراة القادمة، ولا يعرف بماذا يلتزم كرئيس للجنة، ترى يلتزم بالملاعب التى أبلغ بها من قبل الناديين، أم يلتزم بالملاعب التى تفرضها الإجراءات الأمنية؟
** فى زمن آخر وفى ظرف آخر، وفى وضع آخر، كنا سنرفض ونشجب تلك الحيرة. فلا فريق يعرف أين يلعب أو ما هو ملعبه؟ وأوساط اللعبة مطالبة بتحمل الحيرة، والقبول بالقدر. لأن البديل هو توقف النشاط وهو ما يترتب عليه القضاء على الأنشطة الرياضية برمتها، حيث تمول كرة القدم تلك الأنشطة، ففى الواقع إن استمرار الدورى والمسابقات المحلية بأى صورة هو قبلة حياة للأندية واللاعبين، والصناعة كلها. وحين حاول أولتراس الأهلى منع أتوبيس الفريق من التحرك لخوض مباراة، انتفض كل من له علاقة باللعبة، وطالب بإقامة اللقاء، ولو تأخر لساعتين، بادر المهندس فرج عامر رئيس نادى سموحة بقبول اللعب فى أى وقت، فالمهم أن نلعب. والمهم ألا ترضخ كرة القدم لمحاولات إفسادها برايات نبيلة مرفوعة.
** الحيرة مستمرة فى تحديد الملاعب. ورفض الجهات الأمنية لملعب أو لمباراة، أصبح روتينا، دون أن تعلن أسباب الرفض بوضوح، وإنما يعلن رفض ملعب أو موعد مباراة بجملة عامة، مبهمة: «لأسباب أمنية». فلا تحديد صريحا لتلك الأسباب، إلا أن المتابع يشعر أن الفرض يستند على معلومات موثقة.. فإلى متى نظل فى تلك المرحلة الانتقالية؟ إلى متى يلعب الأهلى فى برج العرب، ويتغير ملعب الزمالك من أسبوع لأسبوع، ويحرم غزل المحلة من اللعب على ملعبه حين يواجه أحد الفريقين الكبيرين؟ إلى متى تتحمل الأندية عدم تكافؤ الفرص؟
** فى العراق أيام حرب الخليج، كانت تقام مباريات الدورى، وكان العراقيون يرون أن كرة القدم هى البهجة فى زمن الحرب والحزن. وفى سوريا تدور حرب، تصل إلى مستوى الحرب الأهلية، ومع ذلك تدور مباريات الدورى والكأس، دون أن تتوقف.. فماذا عندنا يصيبنا بتلك الحيرة؟ ما هو الخطر والأخطار التى تطارد اللعبة الشعبية الأولى فى مصر؟ هل فكرتم حقا يا أهل الصناعة والرياضة فى إجابة السؤال بوضوح وترون أنه من الواجب إعلان الإجابة أم أنكم تفضلون الصمت وغض النظر، وقبول الأمر الواقع كأنه قدر بالفعل ؟!
** لا خيار آخر. الاستمرار بهذا الحد الأدنى سوف يستمر لسنوات، مهما علت أحاديث عودة الجمهور.. ويا ترى أى جمهور تحديدا؟ لا خيار آخر مادام الاحتقان مستمرا بين روابط الأندية.. ولا خيار آخر طالما لم تتخذ خطوات جادة وسريعة لرفع كفاءة الاستادات، وزرعها بالبهجة ووسائل الترفيه والراحة، وتنظيم عمليات دخول وخروج الجماهير ببوابات إلكترونية، والاستعانة بشركات أمن مدنية.. وهو ما نتحدث عنه منذ خمس سنوات، منذ بدأت المرحلة الانتقالية التى نخشى أن تكون أطول مما نتوقع ومما نظن ؟!!