محمود غلاب
الطريق الوحيد- مصير جزمة كمال!
أعتب على الزميل النائب أسامة شرشر أنه اقترح ضم جزمة كمال أحمد إلى مقتنيات متحف مجلس النواب الذى يحكى تاريخ الحياة النيابية الحديثة فى مصر منذ انشاء المجلس العالى عام 1824 حتى ثورة 25 يناير. ويعلم أسامة منذ أن كان محررًا برلمانيًا ثم رئيسًا للتحرير أن ضيوف مصر من الزعماء والقادة والرؤساء عندما يقومون بزيارة البرلمان فأول شىء على جدول الزيارة هو متحف المجلس الذى يضم وثائق سياسية ودستورية تفخر بها مصر على مر العصور، فهل يليق أن يكون من بينها الجزمة التى هوت على رأس عكاشة؟
تابعوا معى مقتنيات هذا المتحف لتعرفوا أهميتها وحددوا بعد ذلك المكان الذى تستحقه جزمة كمال. يضم متحف مجلس النواب وثائق محاكمة الزعيم الوطنى أحمد عرابى وزملائه عام 1882، ووثائق قضية اغتيال أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر داخل البهو الفرعونى فى 28 فبراير 1945، ومقتنيات من العصر الاسلامى فى مقدمتها نسخة من القرآن الكريم كونه المصدر الرئيسى للتشريع فى البلاد، ونماذج عديدة من التشريعات والقوانين فى مصر القديمة منها نموذج للكاتب المصرى جالسًا يحمل لفافة من أوراق البردى ويقوم بتدوين التشريعات والقوانين، ويضم العربة الملكية التى كانت تقل ملك مصر إلى البرلمان لإلقاء خطاب الافتتاح، ووثائق وصورًا خاصة باللجنة التى وضعت دستور عام 1923، وصور من بعض الرسائل والمخطوطات منها رسالة من والى مصر فى العصر العباسى يحت فيها أهل النوبة على الالتزام بالمواثيق والمعاهدات ورسالة أخرى من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأبى موسى الأشعرى عندما ولاه قضاء الكوفة، ونموذجان مجسمان لمجلس الحكم فى عهد صلاح الدين الأيوبى، وصورة وثائقية من اللائحة الأساسية للمجلس العالى الصادرة فى عام 1825 وهو أول مجلس يضم أعضاء منتخبين، ولوحة لتطور علم مصر منذ عام 1923 حتى الآن، كما يعرض المتحف لأحد الكراسى الخاصة باستراحة الملك فى مجلس النواب وهو كرسى من الخشب المذهب والمرصع باللؤلؤ، وصورة تسجيلية وثائقية من الصحف اليومية المصرية التى تتضمن أخبارًا وصورًا تسجل الأحداث التاريخية فى مصر قبل قيام الثورة عام 1952، وتنازل الملك عن العرش ومغاردته البلاد فى 26 يوليو 1952، كما يضم المتحف خزانات عرض تضم شارات وميداليات تذكارية منها شارة الاتحاد البرلمانى الدولى خلال انعقاد مؤتمره فى مصر عام 1947، وقسم خاص بعرض صور انتصارات أكتوبر عام 1973، وهى عبارة عن لوحات ورسوم لبطولات القادة والأفراد خلال فترة الحرب، كما يضم صور جميع زعماء مصر السياسيين فى المرحلة المعاصرة مثل أحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وجمال عبدالناصر وأنور السادات، وصور لأهم التشريعات والوثائق عبر العصور الفرعونية التى دونت على ورق البردى والتى تقشت على الحجر وصولا إلى العصر الحالى، كما يضم المتحف صور جميع رؤساء البرلمان فى مصر فى تسلسل تاريخى منذ إسماعيل راغب أول رئيس مجلس شورى النواب عام 1866، وصورًا لاجتماعات المجلس فى مناسبات مهمة مثل زيارات بعض قادة الدول للمجلس، كما يقدم المتحف مستنسخات من العصرين القبطى والاسلامى فى مصر وحتى مصر الحديثة وصولاً إلى الوقت الحاضر.
يا أستاذ أسامة لو عاوز تشوف هذه المقتنيات التى ذكرتها ستجدها فى غرفتين كبيرتين على يمينك ويسارك وانت خارج من قاعة الجلسات متجهًا إلى البهو الفرعونى، وستتأكد أن جزمة كما أحمد ليس مكانها هنا، مكانها مقلب الزبالة عندما يقرر كمال يغيرها بأخرى جديدة، هل يدخل التاريخ عكاشة الذى يتاجر بواقعة ضربه بالجزمة، إذا ثبت أنه مزور شهادة الدكتوراه وهو الأقرب إلى الحقيقية سيطرد من مجلس النواب لأنه سيكون فاقدًا للثقة والاعتبار ويعيش على نعل جزمة كمال، أما اقتراح ضم الجزمة إلى المتحف فماذا نقول عنه لضيوف مصر؟ عيب وألف عيب لأننا دولة قانون لا تؤخذ فيها الحقوق ولا يتم التعبير عن الرأى فيها بالجزمة.