الوفد
عبد الرحمن فهمى
ذكريات قلم معاصر- استقال نبيل العربي .. من عليه الدور؟!
قرر الدكتور نبيل العربي ترك جامعة الدول العربية بعد صفعتين تلقتهما الجامعة وراء بعض.. اعتذار المغرب عدم استضافة القمة العربية السنوية في موعدها السنوي منذ إنشائها منذ ثلاثة أرباع قرن ولأول مرة.. وكانت حيثيات القرار «قاتلة» للجامعة.. التبرير هو أن اجتماعات الجامعة لا قيمة لها منذ إنشائها.. المغرب قبل أن يتخذ هذا القرار الخطير تفاوضت مع رؤساء وملوك الدول العربية فوافقوا علي عدم جدوي اجتماعات الجامعة العربية.. فهي خطب رنانة بلا أي فعل أو عائد أو تحرك أو نتيجة.
والصفعة الثانية كانت حينما ضاع الحلم العربي.. ضاع من العرب أخطر فرصة لتصبح سيدة العالم كرويا.. اتحاد الكرة الدولي «الفيفا» الذي احتكرته أوروبا منذ إنشائه كان هناك عربيان أقرب ما يكونان لرئاسة «الفيفا»، التي تتحكم في مشاعر وقلوب وأعصاب كل المتواجدين فوق الكرة الأرضية.
لأول مرة يترشح عربيان لرئاسة الاتحاد.. البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة والأمير علي بن الحسين الأردني نائب رئيس «الفيفا» وكان واضحا أن سمعة «الفيفا» سيئة للغاية وأن كل كبار موظفيه تجري معهم تحقيقات وبعضهم تم القبض عليهم في سجون أمريكا.. وتهم الرشاوي ثابتة تماما عليهم جميعا، حتي اضطر «بلاتر» أن يستقيل بعد أن نجح في الانتخابات بأيام قليلة!
كانت فرصة نجاح الأمير الأردني لا أقول كبيرة بل أكيدة مائة في المائة، لذا بدأ اللوبي الصهيوني مع لوبي الفساد.. أو قل بقايا لوبي الفساد بدأوا يخططون لإسقاط الأمير.. فدفعوا بالبحريني سلمان بن إبراهيم للترشح بصفته رئيس اتحاد آسيا وسيحصل له هذا اللوبي علي أصوات أفريقيا وبعض دول أوروبا.
هنا.. كان لابد من تنازل أي من المرشحين العربيين للآخر، لنضمن الفوز مائة في المائة.. وناشدت كل وسائل الإعلام بإلحاح شديد جامعة الدولة العربية لكي تعقد اجتماعا علي مستوي القمة.. ففرصة رئاسة عربي لـ«الفيفا» لا تتكرر في العمر كله، ولما اقترب الموعد طالبنا باجتماع لوزراء الخارجية أو وزراء الرياضة.. ثم أخيرا قبيل الانتخابات بساعات قلنا اجتماعا ولو بالمندوبين الدائمين الجالسين داخل المبني يشربون القهوة والشاي ويقرأون الجرائد!! حتي هذا لم يحدث!! فماذا حدث؟!
ضاعت أهم وأخطر فرصة من العالم العربي من أجل ثلاثة أصوات!! تصوروا... بين المرشح العربي والمرشح السويسري ثلاثة أصوات!! وكتبت صحف العالم مانشيت «ضاع الحلم العربي»!! لذا أريد أن أتساءل: ما فائدة الجامعة العربية التي تقاعست حتي عن عقد اجتماع علي أسمي مستوي ليفوز العرب بأهم منصب لا أقول «رياضي» فكرة القدم تشغل بال العالم كله.. أهم منصب رياضي وسياسي واقتصادي واجتماعي.. تكفي بطولة كأس العالم كل أربع سنوات وتهافت الدول والصراع الرهيب للفوز بمجرد تخطي التصفيات لتشترك في النهائيات!! مجرد الاشتراك في النهائيات تسعي اليه كل دول العالم فما بالك بالفوز بالكأس نفسه أو الاقتراب منه!!
سأضرب لك مثالا قريبا..
بعد أن فازت روسيا بشرف تنظيم بطولة كأس العالم 2018، طلبت أمريكا تنظيم بطولة 2022، وكانت قطر قد تقدمت تطلب بطولة ما.. وبدأت «لعبة الرشاوي» التي هي محل تحقيق الآن والتي أطاحت بـ«بلاتر».. ففازت قطر!!
<<<
هل رأيتم كيف يتحكم «الفيفا» في كل دول العالم؟! هل رأيتم كيف يلعب «الفيفا» بأعصاب العالم كله؟! رئاسة هذا الاتحاد ضاعت منا من أجل ثلاثة أصوات!! ترك الدكتور نبيل العربي للجامعة لا يكفي.. سبق أن ناشدت عمرو موسي أن يقفل باب المبني الضخم في ميدان التحرير ويلقي بالمفاتيح في النيل وهو في طريقه الي السيارة.. فقال لي تليفونيا إن هذا لا يجدي لأنه ليس عضوا.. المهم أن الأعضاء هم الذين يتحركون.. فهل ستتحرك الدول بعد أن أيدت المغرب في اعتبار أن الجامعة لم يعد لها أي صدي ولا قرار ولا قيمة؟!.. كنت أنتظر من الأردن بالذات هذا الموقف. ونحن في انتظاره ولو طال الزمن.. وكذا المغرب.
في العدد القادم بإذن الله تعالي أروي لكم قصة أول وآخر أمين عام لجامعة الدول العربية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف