الوفد
د. كاميليا شكرى
رؤية مصرية- خطاب الرئيس .. من خارج الصندوق!!
في الآونة الأخيرة.. يتردد تعبير «من خارج الصندوق»، ويعني البحث عن حلول غير تقليدية وغير مسبوقة لمواجهة قضايا شائكة، ومشاكل مزمنة عايشناها لزمن طويل ولم نستطع القضاء عليها والتخلص منها، وهذا بالرغم من الجهد والوقت الذي ضُيع وبدون نتائج محسوسة أو قاطعة.
ولذلك فمراحل ما بعد الثورة التي مررنا بها ومازلنا محاطين بالصعاب، تجعلنا نتطلع ونبحث عن الجديد من السياسات التي تعيد الأمور الي نصابها، خاصة وقد أفرزت تلك المراحل توجها إعلاميا جديدا علي المجتمع تبناه البعض من الإعلاميين.. حيث تفننوا في بث موضوعات تثير البلبلة، وفي الوقت نفسه لم يتحقق من صحتها، ولم تأخذ وقتها من التفحص والدراسة حتي يمكن التأكد من صحة وقائعها.. وهناك فئة أعطت لنفسها حق التحدث باسم الشعب المصري،، وبكل عنجهية وصلف يشنون هجوما غير مبرر علي كل عمل خطط له أو إنجاز بالفعل تم تنفيذه.. وبدون علم عن حقائق الأوضاع ولكنهم تفوقوا في بث طاقة سلبية تؤدي الي البلبلة وتضعف من عضد نظرة المواطن الي المستقبل.
كذلك هناك فئة لم تجد لها مكانا في صدارة الموقف الحالي كما تعودوا في أنظمة حكم سلبية.. كانوا يزايدون في الإشادة والمدح بالمسئولين في تلك العهود حتي ينالوا الرضا ويحصلون علي مصالح شخصية ولذلك تمادوا في تقديم برامج تضم السم في العسل، وتزيد اشتعال الأمور مما أصبح يثير الرأي العام الفطن.. خاصة عندما تعرض برامج أو تثار مناقشات.. لا تراعي أن البلاد في حرب حقيقية.. لا تقل ضراوة عن حروب خضناها سابقا، تقارن بالظروف، التي أحاطت البلاد بعد عام هزيمة 1967.. لأن العدو كان ظاهرا لنا.. أما الآن فهناك عدو من داخلنا يتآمر ومعه دول من الخارج.. والهدف خلخلة كيان الدولة المصرية بقصد الانهيار.
< لذلك يعتبر خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخير أحد أهم ما خاطب به الشعب الذي كان في انتظاره حتي ينير الطريق في خضم عبث العابثون الذين بقصد أو حتي بدون قصد مستمرين في قتل الأمل وبعث اليأس في النفوس بدون التحقق من الحقائق معتمدين علي الشائعات ولي أذرع الحقيقة من قبل أعداء البلاد، فالخطاب أعاد التوازن للأمور ونشر الاطمئنان بين أبناء الشعب.. حيث أكد عدم الإنصات لما يروجه البعض من معلومات وأخبار كاذبة مغرضة لتحقيق هدف ما بل التأكد من المصادر الموثوقة.. والتي علي علم تام بما يجري ولأن الفئة القائمة علي بث روح التخاذل.. وفقدان الأمل ليس لها عذر، بل ذلك عن تعمد فهم ليسوا من الجهلاء أو معدومي الخبرة.. في حين ما يصلحون القلوب حقا.. إن أبناء الشعب من البسطاء هم المستعدون للتضحية والصبر والتحمل من أجل استكمال المسار الذي من أجله قامت الثورة.
< وبالفعل تميز خطاب الرئيس السيسي في تقديم استراتيجية مصر 2030 أنها واقعية وبخطوات محددة زمنيا، يمكن بذلك قياس نتائجها.. وبتنفيذها ستصعد مصر من مستوي تراجع في التنمية الي مستوي متقدم ومن خلال خمسة عشر عاما.، خاصة أنه بالفعل اللي تم تنفيذه في فترة العام والنصف العام السابقة يفوق ما ينجز في عشرين عاما.
< أما بالنسبة لدعوة الرئيس في خطابه بالتبرع و«صبح علي مصر بجنيه» لصندوق تحيا مصر، فأري أنها دعوة إن بدت بسيطة إلا أن مغزاها عميق وأثرها سيشمل ويجمع المصريين بكل فئاتهم ويقرب بينهم بفصل التساوي في العطاء، الذي سيعلي الشعور بالمشاركة، فهي فكرة عبقرية يمكن تنفيذها بمنتهي السهولة، وبدون تعقيد.. نظرا لقيمة التبرع والذي يمكن مضاعفته إذا أريد ذلك، وكذلك عدم التعقيد في أسلوب توصيله عن طريق التليفون الي صندوق تحيا مصر.
< من أهم النقاط التي احتواها الخطاب ما تضمنه حول ضمان نجاح المشروعات خاصة بالنسبة للشباب بوضع استراتيجية مختلفة تماما عما كان متبعا ويطبق في السابق.. فأصبح الهدف بناء مشروع وتكتلات صناعية كاملة المرافق والخدمات كمناطق صناعية حتي لا يتكرر الفشل الذي واجهه شباب القروض السابقة. وحتي كانوا في بعض الأحيان مهددين بالسجن.
وأيضا الجديد أن التمويل البنكي سيعطي نسبا عالية من الشباب بعكس ما كان مطبقا في السابق.. حيث كانت القروض تذهب لرجال الأعمال والشركات وأيضا أصحاب الحظوة من المحاسيب في البلاد.

الكلمة الأخيرة
خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخير كشف بكل وضوح عن التحديات والأخطار التي تواجهها البلاد من الخارج والداخل.. ولمن هيأ لهم محاولة تفكيك الدولة والسعي لهدمها، وفي نفس الوقت بث الشعور بالثقة والطمأنينة وبالقدرة علي حماية الوطن ضد الخائنين والمأجورين والمتآمرين.. وتعود بكل قوة من يفكر في الأذي ويقترب من مصر الوطن.. ستكون نهايته.
حفظ الله مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف