سأل أحد الشبان عنه فيقول لي: عرفته أنه الممثل بتاع زمان الذي يطلع دائماً في دور الأب والجد؟.. هكذا اختصر تاريخ حافل ليس من الفن فقط ولكن من الاحترام لنفسه ولعمله فعاش تحت الضوء كما هو.. واختار ان يتقي الله في كل ما يسند إليه وبناء عليه تم تصنيفه علي أنه ممثل الأدوار الريفية والتاريخية فقط.. وقبل بذلك راضياً.. وحاول خلال أدوار اجتماعية كانت تصله علي فترات متقطعة ان يقول للناس بأن كل مسلسل اجتماعي يحمل رسالة جيدة هو مسلسل ديني.. لأن الدين الإسلامي أساسه المعاملة وتسأله اسعاد يونس في برنامجها "صاحبة السعادة": اعرف ميولك للتصوف؟.. فيكون جواب الأستاذ رشوان توفيق: إذا كان التزام الإنسان المسلم وارتباطه بدينه.. وخوفه الدائم من ربه ومراقبته في كل صغيرة وكبيرة.. والقبول والرضا بكل اقدار الله سبحانه وتعالي.. المحزن منها والسار.. إذا كان كل هذا يسمي تصوفاً فلا بأس.
رأيت الأستاذ رشوان وأعرفه عن قرب.. انه دائماً في حالة تصالح مع نفسه حتي في أصعب الأوقات التي مرت عليه كأب عندما توفي ابنه الأكبر واحتسبه عند ربه صابراً راضياً.
وعلي الجانب الآخر.. وقبل ان نري هذا اللقاء الاستثنائي الذي قدمت به اسعاد لأهل الفن جميعاً درساً في أن المسألة ليست موهبة في التمثيل أو التشخيص.. لكنها في القدوة.. فقد رأيت ممثلة جديدة كان قد تم ضبطها في قضية مخدرات.. ولما خرجت من سجنها.. اختاروا لها دور مدمنة وحشاشة وكأنهم بذلك يقدمون لها مكافأة خاصة علي تميزها.. كما ان هذا ما يؤكد لنا ان الأدوار تنادي أصحابها.. والا لماذا لا تري هذه الممثل الا في أدوار المنحرفات رغم ان التمثيل أساسه التقمص.. وأصحاب المواهب الكبيرة.. سنجد قيمتهم في تنوعهم.. هكذا نحسبها علي سبيل المثال مع رئيس جمهورية التمثيل أحمد زكي.. حيث تحتار في أمره بين رئيس ولص وبواب ومجند بالأمن المركزي وضابط مباحث وسايس في جراج وملاكم بل انه قدم لنا ناصر ثم قدم السادات في مغامرة لا يقدر عليها إلا المتمكن الذي يعرف قيمة التنوع لابراز موهبته ومن هنا فإذا رأيت الممثل مراراً وتكراراً في أدوار البلطجي أو المدمن أو المنحرف فاعرف بأنه محدود الموهبة.. نعم الأستاذ رشوان تم سجنه في ادوار الطيب التي أجادها لكنه أيضاً قدم الشرير في أفلام ومسلسلات بطريقته.. وحاول التنويع حتي في الأدوار الطيبة.
ولأن الأشياء يتم كشفها بنقيضها.. انظر إلي نموذج رشوان ثم قارنه بفناني هذه الأيام.. كم من مرة قبضوا علي أحدهم متلبساً بالمخدرات أو إحداهن تم القبض عليها في بيت مشبوه.. وأخيراً رأينا ممثلا صغيرا يسخر من رجال الشرطة ثم تبلغ به الوقاحة ان يصور هذا المشهد بالفيديو ويعرضه علي الملايين.. بأسلوب أقل ما يوصف به أنه سافل.
لقد قدم لنا الأستاذ رشوان درساً بحواره مع اسعاد في معني الفن.. وتأكد لنا وللجميع ان الفن بدون أخلاق.. انحلال وانحراف!!