محمد فتحى
اليابان معاك وانت جاي يا ريس
التجربة الإعلامية في اليابان تستحق أن نطلع عليها لنري ماذا يفعل الإعلام الياباني، وكيف يؤثر في الناس، ودراسة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي علي الناس في اليابان شئ في غاية الأهمية،
(1)
«الجولة الآسيوية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في غاية الأهمية»
في الواقع، يتعامل الإعلام مع (كل) زيارات الرئيس بوصفها (في غاية الأهمية)، لكن هل هي كذلك بالفعل ؟؟ هل نستفيد منها ؟؟ هل تتحقق الاستفادة المرجوة منها ؟؟
تعالوا نتكلم بهدوء، وبمنطق...
فأولاً : لماذا لم يخرج علينا من الرئاسة من (يمهد) للزيارة لنعرف منه ماذا سيحدث فيها، وهل ترقي لرجة الأهمية أم أنها مجرد زيارة بروتوكولية ؟؟
وثانياً : أين التغطية الإعلامية (الحقيقية) لجولة الرئيس الآسيوية والتي شملت كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، ولماذا انشغل الإعلام بتوفيق عكاشة صاحب الدكتوراة المضروبة والاستقبال المشين لسفير الدولة العدو - شعبياً - وإسقاط عضويته أكثر من اهتمامه بزيارة يخبرنا دون تفاصيل أنها في غاية الأهمية..
وثالثاً : هل عقمت القنوات والصحف عن استضافة مصادر جديدة ومختلفة وناضحة من خبراء الشئون الأسيوية بدلاً من الاعتماد علي (اسمين تلاتة) للأسف الشديد مع مرور الوقت يتضح أنهم مثلهم مثل غيرهم لا يطورون من أدواتهم، فيدخلون في دوائر التكرار والتحليلات المحفوظة
ورابعاً : من الذي يحدد أهمية أي زيارة؟؟ الإعلام أم الرئاسة أم انعكاس الزيارة علي العلاقات وترجمة اتفاقاتها للتنفيذ علي أرض الواقع، وبالتالي شعور الناس بها، وبنتائجها؟؟
كلها أسئلة تحتاج لإجابة لن تأتي إلا بتفكير حقيقي، وبتركيز علي الاتفاقية التي أبرمت مع كازاخستان لفتح المجال الجوي بينها وبين شرم الشيخ في خطوة موفقة لم يشر لها أحد، وبرؤية فاحصة لاتفاقيات التعليم التي أبرمها السيسي مع اليابان، ومشاوراته مع القيادات اليابانية حول تجربتهم في المرور والنقل والمواصلات، إضافة لاستعداد الجانب الياباني ليكون خبيراً ومستشاراً في ملف النظافة، فلو أضفت مشاركة (الصين) في العديد من المشروعات المصرية، يصبح الاتجاه الأسيوي للسياسة الخارجية المصرية اتجاهاً مختلفاً ومحترماً للواقع وللمستقبل الذي سيقف فيه العالم أمام التجربة الآسيوية باحترام شديد
(2) لفت نظري في زيارة الرئيس الآسيوية أنه لم يصطحب معه لا رئيس الحكومة ولا الوزراء المعنيين بالاتفاقات المختلفة، فما هي الرسالة التي يمكن أن تصل إلينا ؟؟
هل إنهم (مالهومش لازمة ) في الزيارة ؟؟ أم أنهم (لن يكملوا ) بعد إلقاء بيان الحكومة ؟؟ أم إنهم غير موثوق بهم، والبركة في الرئيس؟؟!!!
(3) التجربة اليابانية مذهلة.. عنقاء آسيا التي نهضت من رماد القنبلة الذرية ليضرب بها المثل في العمل والأمل. فساد ما إن يثبت علي أحدهم حتي ينتحر حتي لا يعيش مكللاً بالعار، وعمل لا ينقطع لدجة (الكاروشا) أو الموت من العمل، في وقت تطلع فيه (الكروشة) لآخرين من كتر قعدتهم في عملهم بلا عمل، لكن السؤال هنا لماذا التركيز علي التعليم والمرور والنظافة فقط ؟؟
التجربة الإعلامية في اليابان تستحق أن نطلع عليها لنري ماذا يفعل الإعلام الياباني، وكيف يؤثر في الناس، ودراسة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي علي الناس في اليابان شئ في غاية الأهمية، فهل خرج أحدهم ليقدم دراسة حالة لليابان الآن ويضعها أمام متخذ القرار ؟؟
ثم هناك سؤال آخر : أين التجربة (الأمنية) اليابانية ؟؟
ولماذا لم يطلع الرئيس عليها ليري مجدي عبد الغفار بتاعهم وماذا يفعل، وكيف يتم (تأهيل) الضابط هناك حتي لا يقل أدبه علي الناس في الكمائن، وكيف تكون الشرطة اليابانية في خدمة الشعب الياباني، وكيف يتم التعامل مع أفراد هذا الشعب، وبالتالي مستوي الحريات في اليابان، وهل يعطل العمل أم يتقدم ب(الدولة) اليابانية، وتجربتها التي تعدت حدود الدولة نفسها ؟؟
في اليابان تستطيع أن تشم رائحة (الإسلام) بلا مسلمين ولا أزهر ولا أوقاف ولا تجديد خطاب ديني ولا أي حاجة خالص، لأن اليابان أدركت أن غاية الأديان هي بناء الإنسان، فاتجهت إلي ذلك، ونجحت، رغم عدم وجود أنبياء أو رسل.
(4) في المرة القادمة نرجو من رئيس الجمهورية أن يأتي باليابان نفسها معه وهو راجع، لأن مصر تستحق أن تكون اليابان، وأكثر بينما لن تستطيع اليابان أن تكون مصر، حتي لو حاولت.