الجمهورية
محفوظ الأنصارى
هل إفشال المؤتمر الاقتصادي.. آخر مهام الجماعة..؟!
أمام هذه الموهبة "الفذة".. علي الإقناع.. لا نملك إلا التسليم بقدرة "الجماعة" علي صنع المستحيل.. وقدرتها علي تحويل الحق إلي باطل والعكس.. فضلا عن قدرتها الفائقة علي العيش.. وعلي الاستقرار وعلي التواجد.
إضافة إلي القدرة علي أن تكون طرفا في صراع سياسي محتدم.. رغم عدم وجودها الفعلي والحقيقي علي أرض الواقع.
صحيح.. أنها تقتل وتغتال وتفجر وتدمر الأجهزة والمؤسسات والخدمات.. لكنها تقوم بتنفيذ هذه المهام الإجرامية "الضخمة" والقبيحة "بالوكالة" يتولي عملية التنفيذ.
عملاء مدفوعو الأجر وعصابات إجرامية احترفت الجريمة ومن خلال مرتزقة تدفقوا علي أرض الوطن المصري.. حيث الفرص سانحة.. والمهام كثيرة.. والأموال الحرام لا حدود لها.
والجرائم التي تتولي "جماعة الإخوان".. إدارتها والإشراف عليها.. وتحديد أهدافها ومواقعها.. وتكليف أدوات الفعل والتنفيذ القيام بها علي الأرض.
لا تقتصر علي القتل والاغتيال والعنف المباشر.. وبجميع أنواعه وأساليبه.
وإنما.. إشاعة الفوضي.. والاضطرابات.. وعدم الاستقرار.. تمثل هي الأخري مكونا هاما. من أهداف المؤامرة الكبري التي تتولي الجماعة مسئولية تنفيذها ونشرها في كل مكان.
* * *
يحدث هذا.. وغيره كثير وكثير.. والجماعة بعيدة شكلا.. فقادتها الكبار.. "جزء" لا بأس به في السجون وجزء آخر لا يقل عن الأول عددا أو أهمية موزع في الفنادق الكبري بقطر وتركيا وأمريكا ولندن وألمانيا وفرنسا وغيرها.
بينما علي أرض الواقع لا يوجد تعبير عن الجماعة وفكرها وأهدافها.. إلا الممارسات غير الإنسانية غير الدينية وغير الوطنية التي يتولاها العصابات المأجورة والأفراد والمجموعات المشبوهة والمشوهة.
في ظل هذا التناقض "الفج".. و"القبيح".. بين تواجد "غائب".. معبر عنه بالجريمة والفجور وبالوكالة وبين غياب مخطط ومدبر وقائم فعلا وعملا علي أرض بعيدة هنا وهناك يطل علينا.. طرف ثالث.. يدعي أنه لا تربطه بالجماعة وممارساتها وأهدافها رابط أو علاقة.
كما يدعي أنه ينأي بنفسه. عن كل هذه التصرفات والممارسات والجرائم التي تستهدف العباد والبلاد بالخراب والدمار والفوضي.. إلا أن هذا الطرف الثالث "البريء"!! يتقدم إلينا بدعوة. أو رجاء.. أو فكرة يدعو فيها "للمصالحة".
ولهذا الطرف الثالث "البريء" نتقدم بسؤال ساذج وبسيط: باسم من تتحدث؟!
ومن كلفك بهذه المهمة النبيلة!! المصالحة؟!
هل تتحدث باسم القتلة والمخربين الذين يزرعون القنابل والمتفجرات ويتولون عمليات الاغتيال..؟
أم تتحدث باسم "الجماعة" المختفية والمنتشرة في نفس الوقت وبكل مكان.. تخطط وتجند وتدبر.. وتنشر وتوزع تكليفاتها الموكلة إليها.. من مراكز التخطيط والتدبير الكبري في الغرب؟!
قبل إجابة هذا الطرف الثالث علي هذا السؤال الساذج والبريء: هل يمكن التعامل مع هذا "العرض" المشبوه!! بالإيجاب؟!
وهل يمثل هذا القول والحديث عن المصالحة أي نوع من الجدية..؟!
* * *
لقد استطاعت "الجماعة" المأجورة والعميلة وعلي امتداد 87 عاما متصلة أن تشوه القيم وتنحرف بالدين الإسلامي النبيل عن أهدافه ومراميه.. وأن تجعل من "الكذب" وسيلة يتحول معها الحق إلي باطل ويصبح قتل النفس التي حرم الإسلام قتلها إلي عمل بطولي ويصبح "القذف" بالأطفال الأبرياء من فوق الأسطح سلوكا محمودا. يجعل من مرتكبيه قادة وقدوة لشباب المسلمين فليس من باب الصدفة علي الإطلاق أن يظل فكر الجماعة وسلوكها.. منذ نشأتها وحتي اليوم.. هو نفس السلوك الإجرامي وليس غريبا ولا جديدا أن تبقي ممارساتها وعلاقتها المجتمعية هي نفسها.
لا تتراجع عن نهج.. جربته ومارسته.
ولا عن سياسة اتبعتها.. وأثبت الواقع فشلها وجرمها.
ولا ابتعدت عن علاقات.. اتضح أن طرفها الآخر عدو للوطن.
وبدأوا عملاء "للمستعمر القديم" بريطانيا.. يوم القيام والنشأة 1928 واستمروا يمارسون نفس الدور والمهام مع المعلم الجديد.. أمريكا.. هذا بينما الدنيا تتغير.. والمجتمعات تتطور.. كل حسب جهده وقدراته.. والإنسان الفرد.. يكتسب كل لحظة وكل يوم معرفة ورؤية.. ومع هذا التغير.. والتطور.. والمعارف التي أصابت الدنيا.. وغيرت في المجتمعات.. وما لحق بالإنسان الفرد من تحولات ومعارف.. مع هذا كله أصبح الحال غير الحال والأهداف غير ما كانت عليه.. ومطالب الناس واحتياجاتهم ارتقت هي الأخري إلي ما هو أبعد وأرقي.
إلا أن الجماعة وحسب ما يأتيها ويفرض عليها من مهام لا تستطيع ولا تقدر علي الخروج عن هذا المطلوب منها.
هل يعقل أو يتصور أحد أن جماعة بلغت من العمر عتيا لم تستطع أن تقدم إنجازا علي أرض الواقع يمكن أن تفخر به؟!
أو أن يخرج من بين صفوفها أفراد أو مجموعات يمكن أن يشار إليها بالبنان ومن خلال ما أبدعه أو قدمه هذا النفر الإخواني.. ما أكثر ما خاضته مصر من معارك.. ومن كفاح ومن عمل.. حماية للوطن من الأعداء والغزاة.. ومن جهد في مجالات التعليم والعلم والصناعة والزراعة والخدمات وغيرها.
إلا أن أحدا من الجماعة لم يظهر ولم يساهم أو يشارك في كل هذه المعارك والجهود رغم تعددها وتنوعها.
كل ما فعلته الجماعة هو التسلل إلي الناس.. بسطاء الناس وفقرائهم.. بالرشوة وبالخدمات البدائية.. التي لا تغير واقعا.. ولا تبدأ تطورا وتقدما.. وإنما الحرص علي إبقاء الأوضاع علي ما هي عليه فالفقر.. والجهل.. والمرض والتفكك. هي مجتمعة.. الضمان الوحيد لاستمرار الحال علي ما هو عليه.. وإغلاق كل السبل للتغيير وللتقدم.
* * *
غدا الجمعة 13 مارس ..2015 مصر كلها.. تقف مع وخلف المؤتمر الاقتصادي الدولي المنعقد في مدينة شرم الشيخ لكن "الجماعة".. وبتكليف من "أسيادها". لا تريد لهذا المؤتمر أن ينجح.. ولا تريد أن تعود مصر لدورها ومهمتها.. في التطور والتقدم.. والمساهمة مع العالم في تغيير الواقع الكئيب.
ولذلك.. تدفقت الأموال.. وتدفق السلاح.. ونشطت العصابات.. وتسلل القتلة والمجرمون إلي البلاد.. ترعاهم وتؤازرهم "الجماعة" وفلولها.. وانتشروا جميعا في المدن والقري والنجوع.. يفخخون.. ويفجرون.. وينشرون الفزع والفوضي.. لعل هذه الأعمال الإجرامية تخيف المشاركين في مؤتمر شرم الشيخ.. فيتراجعون عن المشاركة.. أو يقل حماسهم في المساهمة وبناء مشروعات إنتاجية وخدمية تعود بالخير علي الدولة المضيفة.. وعلي المنطقة وعلي العالم.
المؤسف والمخجل في نفس اللحظة.. أن نشاهد ونعايش "جماعة" تدعي "الإسلام".. وتتغطي بردائه.. وقد وصل بها الحال إلي ما هي عليه من قتل وتدمير وفتن.. وفي نفس الوقت لا تكشف لنا وحتي اللحظة عن الأسباب التي تدفعها للقيام بكل هذه الفتن والجرائم.
ولا تكشف لنا "جماعة الشر هذه" عن الأهداف العليا والسامية..!! التي تسعي لتحقيقها.
هل صحيح أن الهدف عودة "مرسي"؟!.. لا أظن؟!
هل هو الأمل في العودة إلي السلطة.. بعد هذا الفشل الكبير الذي أثبتوه وبجدارة؟!
أيضا.. هذا أمل مستحيل.. ليس بسبب رفض الشعب المصري.. ولكن الأهم أن أسيادهم قد جربوهم وثبت بالتجربة الفشل الذريع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف