المساء
يسرى حسان
أي حاجة- المسيحيون الأشرار!!
قلت أشاهد فيديو الأطفال المسيحيين الأشرار الذي يسخرون فيه من الدين الإسلامي الحنيف. أشاهده لأتشفي في هؤلاء الملاعين الذين يحتاجون إلي إعادة تربية حتي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ازدراء ديننا.
لم أفكر في أنهم أطفال. قلت يتحرقوا. هم ومن أنجبوهم ومن يتشدد لهم. هزلت والله. أطفال ومسيحيون أيضا ويسخرون من دين الأغلبية؟ كلا وألف كلا. ثكلتهم أمهاتهم. ليذهبوا إذن إلي الجحيم. وليبارك الله في ديننا ويحفظه. وليبارك فينا نحن أمة محمد التي تعمل بدينها فعلا وتراعي الله في كل تصرفاتها. وها هي النتيجة ماثلة أمامنا. ينصرنا الله دائما علي أعدائنا ويهيئ لنا من أمرنا رشدا. ويولي علينا خيارنا. ويجعلنا سادة العالم في كل شيء.
تعجبني الغيرة علي الدين. وتعجبني أكثر سلوكياتنا نحن المسلمين الأطهار الأبرار الأخيار. فليس فينا لص أو كاذب أو بلطجي أو مرتش أو ظالم. كلنا بسم الله ما شاء الله ملائكة نتحط علي الجرح يبرد.
شاهدت الفيديو وكدت أصاب بشلل الأطفال رغم حصولي علي التطعيم في الحملة الأخيرة لوزارة الصحة. أطفال أبرياء يلهون في فيديو مدته 28 ثانية. والذي فهمته أنهم أرادوا تصوير مفارقة أولئك الذين يصلون ثم يتوكلون علي خالقهم ويذبحون. فإذا اعتبرنا نحن أن هؤلاء هم المسلمون فسنكون بذلك أكثر من يزدري الدين.. من يصلي ويذبح ليس مسلما وليس بني آدم أصلا.
نحن نعيش في زمن الهيستريا والشيزوفرنيا. حضرتك منحاز لدينك قوي ومستعد للشهادة من أجل إعلاء كلمته؟ جميل جدا.. ورينا مشيتك كده! يعني قل لي ماذا تفعل أخي المسلم لتكون مسلما صالحا؟ لا تقل لي إنني أؤدي الفروض في أوقاتها. لأنني عملتها قبل منك. قل لي هل تؤدي عملك علي خير وجه؟ هل يسلم الناس من يدك ولسانك. هل تقول الصدق حتي لو علي رقبتك. هل تفي بما تعد به. هل إذا كنت قاضيا تحكم بالعدل دائما. هل إذا كنت ضابطا تراعي الله في تصرفاتك ومحاضرك وتعامل الناس بالحسني.. وهل وهل وهل.. إذا كانت الإجابة بـ "لا" يبقي تتنيل وتخرس خالص. أما إذا كانت بنعم فسوف أسألك بحق دينك يا أخي هل يمكن محاسبة أطفال أبرياء مساكين علي لهوهم الذي يسخرون فيه من الدواعش. وهل تعتبر هؤلاء القتلة السفاحين سفاكي الدماء ممثلين لدين الرحمة والعدل فعلا؟
من يزدري الدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي هو من لا يعمل بما أنزله الله في كتبه.. الأديان السماوية - في ظني - أنزلها الله سبحانه وتعالي لتنظيم العلاقة بين البشر وجعل حياتهم أكثر عدلا ومحبة ورحمة ومساواة. فإذا كانت كذلك. عمر هؤلاء الكون وسبحوا بحمد ربهم. هذا هو مفهومي للدين. يعني سائق التاكسي الذي يحصل منك حتي علي ربع جنيه فوق حقه. والموظف الذي يزوغ من عمله. والطبيب الذي يغالي في أجره. والمدرس الذي لا يشرح في الحصة. والتاجر الذي يكسب في السلعة عشرة أضعاف ثمنها. والحاكم الظالم الذي يحتكر الحقيقة لنفسه. والداعية الذي يزين للحاكم ظلمه باسم الدين. والصحفي الذي يتغاضي عن نشر الحقائق لصالح الحاكم أو المسئول.. كل هؤلاء سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو جن أزرق يزدرون الدين.. وأنت إذا نظرت حولك وتأملت الوضع ستندهش وتقول: ياربي كل ده ازدراء!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف