الوطن
محمد فتحى
مقال (لبط) عن ناس جاءت بالغلط
لماذا لا نبدأ بالإيجابيات؟؟ أنا بقول كده برضه..

سنبدأ بالإيجابيات يا أخى..

فى (الكام يوم) الذين مروا علينا حدثت أشياء تدعو للسعادة

- أجريت فى مستشفى 57357 أول عملية مخ وأعصاب باستخدام تقنية Intraoperative MRI فى الشرق الأوسط.

- فازت السبّاحة المصرية فريدة عثمان ببطولة دولية جعلتها ثانى أسرع سباحة فى التاريخ والأولى على مصر.

- أعلنت كازاخستان عن رحلات جوية منها إلى شرم الشيخ بدءاً من 15 مارس الحالى.

- تم العثور على ضابط شرطة يحب مجدى عبدالغفار وزير الداخلية.. ولا أعرف مدى صحة هذا الخبر بالتحديد، لكن من هنا نبدأ..

(1)

منذ يومين كتب ضابط شرطة رسالة على حساب الفيس بوك الخاص به فيها عتاب لرئيس الجمهورية لتركه اللواء مجدى عبدالغفار فى منصبه وما يفعله مع الضباط. لم نعرف من الضابط (تفاصيل)، لكن بات من الواضح أن الضابط لم يؤرقه الإرهاب، ولم تخِفه احتمالات موته فى أية لحظة، ولم يدفع به رأى الناس فى الداخلية إلى الإحباط، ووحده نجح الوزير فى ذلك..

هناك ضابط آخر كتب رسالة أخرى لن أعوّل عليها لحب هذا الضابط (للشو) وشهرته بجذب الأنظار ولفت الانتباه والبحث عن اللقطة الإعلامية، إضافة لخصومة بينه وبين الوزير والوزارة، لكن مفادها لا يختلف.. الوزير جعلهم (يجيبوا آخرهم).

الدلالات خطيرة، وفى أكثر من مرة ومقال ومناسبة حذرت فى الأساس من استخدام ضباط الشرطة والجيش والقضاة ووكلاء النيابة لحسابات الفيس بوك، لكن الأخطر هذه المرة أن أحداً لم يرد أو يكذّب ما حدث، وإن كنت أعتقد أن تحقيقاً ما سيحدث، أما الأهم فهو: هتعملوا إيه مع مجدى عبدالغفار؟.

هذه ليست حملة ضد الوزير (البليد) فى إدارة الأزمات، ومعدوم الرؤية، والذى لم يفعل شيئاً يستحق أن يجعلنا نقف له احتراماً، بل جرس إنذار جديد لضبط الأداء فى الداخلية، وعندكم مستشار أمنى للرئيس اسمه اللواء أحمد جمال الدين، لا أعلم ماذا يفعل، لكن أستطيع أن أجزم أنه يعرف خطورة الأوضاع فى الوزارة، وأنه مكبل اليد فى إصلاحها.

الحقوا الداخلية ولا تغيروا مجدى بمجدى بشَرطة بل ابدأوا فى إصلاح حقيقى قبل أن (يبوظ) كل شىء.

(2)

الهيستيريون والمتطرفون والمتعصبون لآرائهم والجهلة وعديمو الرؤية والمأفوراتية لا يبنون أوطاناً، ولذلك لا أعوّل على تعليقات معروفة لأسماء وهمية تشتم وتتهمنا بعدم الكتابة عن الشهداء، وكأننا يجب أن نمضى حضور وانصراف فى دفتر وطنيتهم لننال الصك. شهداء الوطن على راسنا، وفاسدو الشرطة يشوهون شهداءها فى جوار ربهم. رحم الله ضابط شبرا الخيمة الشهيد فى عملية مطاردة الدوكش، ثم زميله رئيس المباحث الذى ذهب ليطارد قَتَلَتَه فقتلوه، وهنا يجب أن نتوقف لنسأل عن الخائن فى صفوف الداخلية. نعم. هناك خائن، والحكاية تبدأ منذ العام 2008 حين توجهت مأمورية للقليوبية لضبط أمين موسى وكوريا والدوكش عتاة المخدرات هناك، واستشهد على أثرها النقيب أحمد عبداللطيف.

بعدها استطاعت الشرطة (عن طريق سيدة خانها أحدهم فقررت الانتقام) الهجوم عليه فى شقة فى الدقى والقبض عليه دون إطلاق طلقة، ثم حاصرت مأمورية ثانية أمين موسى فى القليوبية داخل مزرعة برتقال لمدة يومين حتى قبضت عليه، ثم تم القبض على الدوكش وحكم على ثلاثتهم بالإعدام قبل أن يهربوا فى أحداث الفوضى التى تلت جمعة الغضب الشهيرة، ليذهب أمين موسى لنسيبه (حافظ) ويشكل معه فى الجعافرة وكوم السمن أكبر تنظيم عصابى للمخدرات والهجوم المسلح وسرقة الأراضى وتجارة السيارات المسروقة، ويبنوا قصوراً محصنة محمية بأسلحة ثقيلة لا يستطيع أحد القرب منها، ولو ذهبت لهناك ستشعر أنك فى بلد غير البلد حيث المخدرات فى كل مكان والمكان خارج سيطرة الدولة.

الغريب فى الأمر أنه فى كل مرة قررت الشرطة فيها القبض على هؤلاء المجرمين هجموا على البيوت ليجدوها فارغة وخاوية على عروشها، وكأن أحدهم أبلغهم بـ(العملية) وهو ما تكرر مرة واثنتين وثلاثاً وأربع عشرة مرة!!!!

قبل ثلاثة أيام استُشهد أربعة من الشرطة كانوا «راكبين ميكروباص» يرتدون الملابس المدنية، وهذا معناه أنهم (اتسلموا تسليم أهالى) لكوريا والدوكش الذين اختفوا تماماً.

بعدها جاءت معلومة لرئيس مباحث شبرا ثان (الشهيد مصطفى) الذى قرر الذهاب للقبض على كوريا ورفاقه للقبض عليهم فوجدهم فى انتظاره ليقوموا بتصفيته وكأن أحدهم أبلغهم بالأمر.

هجومنا على (الفاسد) الذى يحتاج لاجتثاثه من الداخلية، وليس على (الشريف) الذى يشعر (بالزهق) لأن الوزير لا يحتويه، ولا يقدّر إمكاناته، فإذا أصلحنا المنظومة قدمنا أكبر هدية للشهيد وللوطن بأسره، وما خفى كان أعظم.

(3)

«مخالفة إدارية جسيمة»

هكذا وصفت توصية هيئة مفوضى الدولة (تلكؤ)، ويمكن أن أقول ببال مستريح (استعباط)، هيئة الاستثمار والمنطقة الحرة فى (الطناش) عن إيقاف المهزلة التى كانت تظهر بظهور مرتضى منصور فى مداخلات أو لقاءات لنسمع السباب والشتائم والإسقاطات وتصفية الحسابات والخوض فى الأعراض. العقد المبرم بين المنطقة الحرة والقنوات الفضائية يسمح لها بإيقاف البرنامج ومقدمه ومنع الضيف قليل الأدب من الظهور، بل ويصل الأمر لإيقاف القناة وفسخ عقدها، لكن أحداً لم يتحرك من قبل وكأنه فى انتظار الضوء الأخضر، والسؤال هنا: هل أتى الضوء الأخضر؟؟

وهل ينفّذ كل المذيعين الذين فتحوا الباب على مصراعيه لمرتضى ويرتدعوا، أم يعيشوا فى الدور، بدءاً من وائل الإبراشى مروراً بأحمد موسى وصولاً لنائب الأعشاب حساسين وبندق الشهير بخالد الغندور.

وأين (غرفة صناعة الإعلام) من تنفيذ توصية هيئة مفوضى الدولة بإيقاف برنامج «على مسئوليتى»، أم أن الغرفة (أسد) على خيرى رمضان - الذى تمت الإشادة به فى التقرير النهائى للجنة التحقيق - وعلى قناة أبوالعينين (نعامة)؟؟

ولماذا لا يمد الخط على استقامته، لتمنع هيئة الاستثمار والمنطقة الحرة البرامج التى تحمل تحريضاً وإساءات وتجاوزات واتهامات مرسلة وتصفية حسابات وتزكية الاشتباك بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو وأخباراً كاذبة كذباً بيّناً ليرحمونا من أمثال عزمى مجاهد الدخيل على مهنة الإعلام، ومحمد الغيطى الذى ترعى وزارة الشباب والرياضة برنامجه على الإذاعة بكل ما يقوله من غثاء سيل وكأنه ماسك عليهم زلة، لا سيما أن تجاربه السابقة فى قنوات تليفزيونية حملت تجاوزات مهنية تجعلك تسأل: هل هذا الرجل صحفى بالفعل وكان رئيساً لتحرير مجلة؟؟ وما فضيحة الأسطول الخامس وشتيمته لأبوتريكة ببعيدة.

لماذا لا يمد الخط على استقامته لتوقف برامج الجان والدجل والمداخلات المفبركة والإعلانات الوهمية؟

ثم يأتى السؤال: متى يتم (ضبط) هذه المهنة على يد أبنائها، بحيث لا ينتظر أحد ضوءاً أخضر من (دولة) ترعى الظاهرة - بتركها تنمو - ثم تتخلص منها (بعد الحرق)، وفى الوقت نفسه تضع لها أبواباً خلفية للعودة فى أى وقت لتظل تهديداً قائماً فى لعبة خبيثة لا يجب أن تستمر إذا كنتم تريدون بناء وطن يحكمه القانون وليس وطناً يحكمه اتصال تليفونى من أجهزة..

ثم يجب أن تسأل: متى يحاسب (صناع) الظاهرة؟؟ متى تحاسب الدولة نفسها على إتاحتها المجال لأمثال توفيق ومرتضى وباقى الشلة ليصبحوا بعد فترة نواباً بينما مكانهم الطبيعى نعرفه جميعاً.

ومتى يحاسَب المسئولون غير المسئولين بدءاً من وزير الاستثمار و(طناشه) مروراً بوزير الشباب والرياضة الذى يخاف مرتضى منصور وليس وصولاً لوزير الداخلية مجدى عبدالغفار الذى استقبل مرتضى ومصطفى بكرى يتوسطان عنده من أجل توفيق عكاشة أيام قضية نفقة!!!

متى تستيقظ نقابة المحامين من سُباتها أمام رجل يعمل فى المحاماة ثم يخرج ليفضح موكليه على الهواء ويذكّرهم بقضاياهم أو يهددهم ويبتزهم على مرأى ومسمع من الجميع، أليس فى ذلك انتقاصاً من قدر مهنة عظيمة محترمة تقدم رسالة سامية بالدفاع عن حقوق الناس بالقانون؟؟

عموماً الرسالة وصلت للجميع، لكن الموضوع لم ينته..

الرسالة وصلت بأن: ماتنساش نفسك انت وهو.. ده أنا بابا يالا.

ووصلت بطريقة أخرى لآخرين بمعنى آخر وهو: مش هتيجو عندنا أغلى من تنتون وتنتن.

(4)

اعتزال شيرين (الفشنك) يجعلنا نراجع فنانينا فى ثباتهم الانفعالى. شيرين صوت جميل، والأصوات النسائية فى مصر معدودة، أنغام وشيرين وآمال ماهر وبس!!!

أفلا (تركز) شيرين لتقرر أن تحترم (فنها) و(مبدعيها) وتقرر الاعتماد على (دماغ) تفكر لها، لأن دماغها جايبالها مشاكل؟؟

أتمنى أن تحافظ شيرين وكل موهبة على نفسها.. نحن لا نقابل المواهب الحقيقية كل يوم يا أم مريم.

(5)

تحية لأساتذتنا وزملائنا القابضين على جمر المهنية فى مجلة المصور. المجلة العريقة التى تصدرها دار الهلال ولا يلتفت لها أحد لظروف المؤسسة المزرية تقدم صحافة حقيقية، وملفات ممتعة، وكتابة رائقة، وأخيراً فطنت دار الهلال للاستفادة من كنوزها التى كانت تباع بالكيلو فى سور الأزبكية لتوزع كل عدد كتاباً مجانياً من أهم ما أصدرته فى سلاسلها الثقافية الشهيرة «كتاب الهلال» و«روايات الهلال».

شكراً للذين يعملون فى أسوأ ظروف، وينتجون، ولا ينتظرون من أحد كلمة شكر. شكراً لمجلة «المصور».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف