لويس جرجس
جابر نصار.. تجربة تستحق الدراسة
"الشفافية تحارب الفساد" تلك كانت خلاصة تجربة ناجحة خاضها د. جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة في اصلاح أحوال الجامعة منذ تولي مسئوليتها في 2013 كما أوضحها في حواره الاسبوع الماضي ببرنامج الصورة الكاملة علي فضائية "أون تي في".
ولا جدال ان تجربة نصار خلال أقل من ثلاث سنوات تستحق التأمل بعد أن حقق نتائج إيجابية ملموسة في زمن قياسي تمت ترجمتها عملياً بارتفاع ترتيب الجامعة بين جامعات العالم وفق تصنيف بريطاني من المركز 1100 إلي 587 كما أصبحت وفق تصنيف اسباني ضمن أفضل 500 جامعة علي مستوي العالم "الأولي مصريا والثالثة افريقيا والثانية عربيا".
أول ما تثبته هذه التجربة ان نجاح أي مسئول في موقعه يتطلب أن تكون لديه النية الصادقة والمخلصة في الاصلاح لا أن يتعامل مع المنصب بمنطق وظيفي بحت ويعتبر ان كل المطلوب منه فقط هو أداء المهمة الموكلة إليه بروح الموظف المجتهد في أداء مهامه اليومية الروتينية دون ابتكار أو سعي للتطوير.
ثم ان عليه الاعتماد علي المنهج العلمي في تناول المشكلات التي يعاني منها الموقع الذي يتولي مسئوليته. يأتي بعد ذلك ضرورة أن يكون ثورياً في اتخاذ القرارات الكفيلة بحل المشكلات وألا يقف عند الشكليات ولكن عليه أن يضرب بجرأة في صميم المشكلة مادام الحل الذي توصل إليه قائماً علي المنهج العلمي لا الفهلوة.
يتجلي ذلك عملياً في تجربة د. نصار في قرار ثوري جريء اتخذه فور توليه المسئولية بمنع نشر أي "تعازي" في الصحف باسم الجامعة ومن ميزانيتها وهو بند يكلف جهات حكومية كثيرة ملايين الجنيهات سنوياً دون عائد مادي تستفيد منه المؤسسة أو العاملون بها.
لقطة :
عندما تشاهد طفلاً لا يتعدي عمره 13 أو 14 سنة يقود سيارة ميكروباص "السن القانونية لاستخراج رخصة قيادة هي 18 سنة" وتري داخل السيارة عدداً من الركاب ترتبط حياتهم برعونة هذا الطفل. ثم تري هذا الطفل يسير بالسيارة في الاتجاه المعاكس في واحد من شوارع العاصمة الرئيسية دون محاسبة تتأكد ان قانون المرور في اجازة مفتوحة وتعرف السبب وراء احتلال مصر مرتبة متقدمة عالمياً في عدد ضحايا حوادث الطرق سنوياً وهم بالآلاف بين قتلي ومصابين وتتساءل: متي تنتهي اجازة قانون المرور المصري رأفة بأرواح المصريين.