عبد الرحمن فهمى
نحن الآن في ظروف غير عادية
جاءتني.. الردود من الناديين الكبيرين علي ما نشرته مؤيداً السفه في مرتبات المدربين الأجانب.. جاءتني الردود بمختلف وسائل الإعلام.. التليفون والفاكس وغيرهما..
قالوا لي.. وكلهم أصدقاء عمر.. قالوا لي إنهم لم يردوا علي أي كاتب آخر لأنهم بعيدون عن الوسط الرياضي.. ولكن.. ولكن أنت.. أنت صاحب الانطلاقة الإعلامية الرياضية منذ أوائل الخمسينيات تعلم تاريخ المدربين الأجانب في مصر.. وكذلك الحكام الأجانب.. لماذا تنضم إلي الحملة الإعلامية ضدنا وأنت تعلم.. مثلاً.. مجرد مثال.. في يوم ما رأي المشير عبدالحكيم عامر أن أحد أسباب انخفاض مستوي الفريق القومي هو اختلاف المدربين في الأندية المختلفة.. كل مدرب له مدرسة تدريب مختلفة.. فقرر التعاقد مع مدربين من دولة واحدة بعدد أندية الدوري العام ليكون التدريب واحداً.. ويتم اختيار الفريق القومي باتفاق هؤلاء المدربين وتكون الخطة واحدة سواء في الأندية والفريق القومي.
يقول أعضاء مجالس الناديين الكبيرين إن الفكرة فشلت فشلاً ذريعاً.. كم تكلفت الدولة التي تحملت مرتبات هؤلاء المدربين ومساعديهم.. كم دفعنا لهؤلاء.. مثلاً.. مثلاً.
ثم هل نسيت علي الجانب الآخر من المشكلة هل نسيت نتائج بروشتش مدرب الأهلي والفريق القومي ونتائج هيديكوتي في الأهلي أيضاً.. هل نسيت نتائجهما المجهرة.
ثم اتحاد الكرة تعاقد مع عدة مدربين أجانب ورا بعض ولم يصل أحدهم إلي أولمبياد أو كأس العالم بل ولا بطولة الأمم الأفريقية التي تحمل أرقامها القياسية.. المدرب الحالي الذي أيضاً يتقاضي مرتبه بالدولار وله مميزات نقدية أكبر وأكثر من مدربي الناديين الكبيرين ويتقاضي المرتب من الدولة مباشرة فاتحاد الكرة تابع للدولة.. لم يدر أكثر من مباريات تعد علي أصابع اليد الواحدة والمنافس في المباريات الحبية من الناشئين والأشبال والرديف ومع ذلك النتائج متواضعة!!! كم مرتبا قبضه هذا المدرب الأجنبي وكم عدد المباريات التي خاضها؟!
حرام عليكم الهجوم المتواصل علي الناديين الكبيرين اللذين يشرفان اسم مصر دولياً وأفريقيا ودعائياً؟!
بدلاً من أن تساعدنا الدولة في المصاريف التي نتحملها دون جماهير ودون إعلانات كافية.. بدلاً من هذا الهجوم المستمر من كل من إمسك قلما ووجد صفحة بيضاء يكتب عليها!!
قولوا لنا اسم قلم واحد أو حوار إعلاني واحد قام بإنصافنا.. ونحن نقتسم الرغيف لكي ندفع مصاريفنا!! ونرفع اسم مصر!
***
الكلام كثير.. وطويل وحزين وعاتب علي بالذات.. وردي علي من عشت معهم أجمل أيام حياتي.. رد قصير وفي كلمتين!!
نحن الآن في ظروف غير عادية
نحن الآن نبني بلدنا من تحت الصفر.. البلد في حاجة لكل دولار بل كل جنيه وقرش!!.. القيادة الحالية تسلمته بلداً "علي الحديدة" علي رأي المثل.. ستون سنة بدأت بحروب ومؤمرات استغرقت كل أموال البلد حتي وصلنا إلي بيع الرصيد الائتماني ورحم الله الكاتب الاقتصادي الكبير إبراهيم أباظة ثم بدأت مرحلة ثانية بالقروض لكي نحرر الأرض ونخوض معركة العمر.. ثم قتلوا السادات لكي يتولي مبارك السلطة وكما سبق ان قلت لم يتم وضع "جلدة في حنفية" طوال 30 سنة!! نحن مثل ألمانيا عندما خرجت من الحرب العالمية الثانية.. لا توجد طوبة فوق طوبة!!
بلد يحتاج لكل دولار في نفس الوقت الذي يقرأ إخواني كتاب الأعمدة الصحفية في مؤتمرات صحفية علنية أرقام مذهلة نحن كدولة نستجدي أقل منها من الصندوق الدولي.
الكل معذور.. ويجب أن نتماسك في أهم وأخطر فترة تمر بها مصر.. والحمد لله معنا بعد عناية السماء معنا رجل لا يتكرر قط.. فلنقف جميعاً وراءه قبل أن نضيع للأبد لا قدر الله.