الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات .. ما أبدعها «داليدا»
لحظات جميلة يشعر بها كل من يطالع مجلة داليدا فى عددها الافتتاحى تحت عنوان رحلة الأرميني..، ليكون مرجعا مهما وتاريخيا وثقافيا وفنيا وسينمائيا عن الشعب الأرمينى ومحنة القتل والتعذيب والمعاناة والتهجير.

داليدا هى مطربتنا بنت شبرا، فالمجلة يفترض أن تكون شبراوية الهوى زمانا ومكانا وشخصيات، وهنا الصعوبة، ولكن بعد العدد الأول الرائع لرئيس تحريرها الزميل والصديق سامح الكاشف ابن الأهرام، فليس هناك مستحيل، فمحرروها الشبان المبدعون نحتوا تحفة صحفية فى وقت تنقرض فيه المجلات. ونجح الكاشف وزملاؤه فى اصدار مجلة شديدة الثراء سهلة اللغة رغم قضية الأرمن بكل ما تحمله من أحزان وعذابات نفسية مرهقة.

مزجت المجلة فى عددها التاريخى رغم كونه الافتتاحي، ما بين سهولة الطرح واللغة حتى فى المواد الأرشيفية، ولعل من يطالعها يستمتع بقراءة موادها وفصولها من الافتتاحية التى كتبها بهاء جاهين ليتحدث فيها عن هذا الشعب الجميل الفنان، وتحتها قطعة زجلية رائعة بقلم مبدعنا وشاعرنا الراحل صلاح جاهين، فما نحته الأب والابن هو قطعة أدبية تستحق أن تقرأ.

واختيار الافتتاحية عمل موفق، إذ كتب بهاء جاهين عن الأرمن، هذا الشعب الجميل الذى يتميز بروح طيبة، كريم حتى وإن شحت الأيدي، يعيش زمنه الحديث ولا يتخلى عن زمانه، يعيش حسن المظهر، هذا بخلاف مواهبه وابداعاته المتعددة من تصوير وفن وغناء وموسيقى وشعر ونحت، ويبدو هذا جليا لمن يزور بلادهم.

لقد أدى الكاشف دور المايسترو بجدارة ليخرج بمجلة أشبه بقصيدة أبدع تصويرها كلمات وسطورا وصورا، ولا نخشى عليه من تجربة العدد القادم، فمن يمتلك روحه الواثبة للنجاح لجدير بإخراج عدد «شبرا» والذى سيتحدث فيه عن المكان والزمان. ستظل مجلة داليدا علامة فارقة فى عالم الابداع الصحفي، فهى تقترب من مجلتى آخر ساعة و صباح الخير فى زمنهما الجميل بكل ما فيه. ولعل أروع ما فى داليدا ما بثته فينا من أمل فى جيل قادم طالما ظننا أنهم شباب عديمو الموهبة والإبداع ولا يكترث بالعمل والنجاح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف