عبد العظيم الباسل
فى الموضوع .. أين أنت «ياحمرة الخجل»!
دخل الدكتور رفعت المحجوب ـ رحمه الله - البرلمان معينا، ولكنه تمكن بعد دخوله من اعتلاء المنصة بالانتخاب فى الفترة من (23 يناير 1984 إلى 12 أكتوبر 1990) حتى اغتالته يد الإرهاب، وفى تلك الفترة كانت الممارسة البرلمانية تحت لوائه نموذجا يحتذي، ومضربا للأمثال فى الحياد والشفافية.
برهن على ذلك فى واقعة استجواب شقيقه عبدالخالق المحجوب الذى تورط فى تجارة العملة الصعبة آنذاك بمعاونة رجل الأعمال الهارب أشرف السعد، وعندما استأذن النائب المستجوب ـ بضم الميم ـ المنصة أن تعفيه من الحرج عند طرح الاستجواب للعلاقة القريبة التى تربط بينه وبين المستجوب ـ بفتح الباء ـ فكان رد الدكتور المحجوب مفاجئا للنواب جميعا، عندما ترك المنصة وجلس فى صفوف النواب، حتى يأخذ صاحب الاستجواب حريته كاملة مرددا عبارته الخالدة «أين أنت ياحمرة الخجل»..
هذه العبارة ما أحوجنا الى استدعائها الآن، فى ظل الممارسات البرلمانية التى تتسم بالهرح والمرج السياسى بلا ضابط أو رابط، الأمر الذى دفع الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب الحالى الى القول «البرلمان كده هيتحل»،وفى تصريح آخر «ان الدولة العميقة تريد إفشال هذا البرلمان»!.
وبالقطع فإن رئيس البرلمان لايتمنى حله، ولكنه قال ذلك فى مواجهة أزمات البرلمان المتلاحقة منذ انعقاده، وأهمها فضيحة التوقيعات المزورة لبدل الجلسات، وخلافات المادة (97) حول الائتلافات، واتهام »دعم مصر« بأنه حزب وطنى جديد، وواقعة الحذاء بين عكاشة وكمال أحمد، وغيرها من المفارقات التى مازالت تتواصل.
وأمام تلك الممارسات الخاطئة، ألا يحق للشعب بأسره أن يستدعى عبارة المحجوب الخالدة «أين أنت ياحمرة الخجل» أمام أداء برلمان لم يستشعر حتى الآن خطورة الظرف الذى تمر به مصر.