اخبار الرياضة
فتحى سند
أمجاد العرب.. في الفيفا
لن تأتي فرصة أخري ليجلس علي عرش الفيفا شخصية عربية كانت متاحة ومهيأة في الانتخابات التي فاز بها السويسري انفانتينو علي طبق من ذهب.
كان الشيخ سالمان بن ابراهيم البحريني علي مقربة من هذا المنصب لو تحالف معه الأمير علي بن الحسين.. ثلاثة أصوات كانت في يد السويسري في الجولة الأولي.. ولو انضم إليه من صوتوا للأمير علي لفاز سالمان.
بغض النظر عن أي خلافات عربية.. بين سالمان وعلي.. ما فاز السويسري بالمقعد الذي لن يكون للعرب فرصة أخري عبر كل العصور القادمة.
انتخابات الفيفا.. لم يفز بها انفانتينو.. ولكن انهزم فيها العرب الذي اتفقوا علي ألا يتفقوا.. ولعل السياسة التي يمارسها بعضهم.. القائمة علي عبارة »فرق تسد»‬ هي التي أتت لكي لا يتصدروا المشهد.. أي مشهد.
عم الحزن أروقة الشارع العربي.. لأن القضية في نظري مجرد مكانة مرموقة في اتحاد دولي هو الأكبر في العالم وهي »‬خيبة قوية» للأسرة العربية التي يعرف أعداؤها كيف يفرقون بينهما.
ممكن أن تكون لعبة المصالح هي مصدر التحرك علي كل الأصعدة.. ولكن يبقي السؤال.. كيف يوفق العرب بين مصالحهم القومية دون النظر لمصالح فردية.
هي »‬نغمة» أخري.. تؤكد من جديد أن الكرة القدم في ملعب العرب حتي يستثمروها، ويحرزون منها ليس لأن هناك من سيتخلصها منهم، ولكن في الأصل لا يعرفون كيف يحافظون عليها بين أقدامهم ليصلوا بها إلي شباك الآخرين.
أشار الكثيرون بالخطأ.. أن السياسة ينبغي أن تبعد عن الرياضة.. أو أنها يجب أن تبتعد كلعبة عن قصة السياسة.. عن الرياضة التي تقدم علي الأصول والروح السمحة النظيفة.. ولكن أبدا.. ستظل السياسة سيفا مسلطا علي الرياضة، طالما أن الرياضيين يسلمون أنفسهم بسهولة.. للمؤامرات!
خروج الأمير من انتخابات الفيفا ستكشف قريبا عن أن هي التي ستحكم.. وأنه لن يكون هناك فارقا كبيرا بين بلاتر وانفانتينو.. وأن المافيا.. هي نفس المافيا الكلام عن فيفا نظيف.. مجرد كلام فاضي، وأن الفساد سيبقي هو نفس الفساد.. وأن »‬شغل الأونطة» سيستمر واللعب بالمصالح الفردية سيبقي هو المنهج علي السادة القائمين علي هذا الصرح الكبير أن يثبتوا غير ذلك.
قالوا في انتخابات الفيفا.. أن أمريكا تدخلت مع دول أوروبا وحلفاؤها تدخلوا.. وأن بعض الضغوط كانت تمارس وأن المشاورات والمداولات السياسية كانت تجري علي أعلي مستوي.
وقالوا أيضا.. أن الحرب علي بلاتر وبلاتيني.. ومن في الفيفا دون »‬جرجرتهم» إلي المحاكم ستستمر.. وقالوا كلام كثير.. والواقع هو أن لعبة المصالح وتقيم خطورته هو الهدف في النهاية.. ليتأكد للجميع أن »‬تورتة» السياسة لا تختلف كثيرا عن »‬تورتة» الرياضة التي أصبحت »‬غصب عن التخين».. جزء من اللعبة السياسية.
يتحدثون في اصلاح في الفيفا.. ولا أحد يدري كيف أن يفسد قطاع ضخم مثل هذا الاتحاد الدولي، ثم يدعون الاصلاح من داخله.. شيء لا يصدقه عقل أن يكون جد، ويدخل إلي الرعاية المركزة، ويضربه الفشل في كل أجهزته العضوية، ثم يخرج علي الدنيا عبر من يقول »‬علاج».
بعد قتل الفيفا نفسه.. أو قل انتحر،و أصبح علي مشارف أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.. ثم يوهم الجميع أن الحياة ستعود إليه.. أو أن الدماء ستعود مرة أخري في عروقه..
وسيبقي الفيفا.. مافيا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف