إقامة حفل محمد منير في جامعة القاهرة والحضور الطلابي الهائل، وتفاعلهم مع صوته وأغنياته، يعطي عدة رسائل، أولها دعم النشاط في الجامعة العريقة، بعد الانتكاسة التي حدثت نهاية السبعينيات من القرن الماضي ، عندما نجحت قوي الظلام في قمع الأنشطة الفنية في الكليات العملية ثم النظرية، بالإرهاب الفكري والعنف المسلح، وكان هذا أحد أسباب صناعة بيئة داخل الجامعات لنمو الفكر الظلامي والتكفيري، الرسالة الثانية الامتداد التاريخي لرسالة الفن المحترم، كانت قاعة الاحتفالات الكبري في جامعة القاهرة، الوحيدة في العاصمة خلال الستينيات التي تصلح لاستقبال سيدة الغناء العربي أم كلثوم بجماهيرها الكبيرة التي تحضر بالطائرات من العواصم العربية ومن كل أنحاء مصر، الرسالة الثالثة، استمرار الدور التنويري للدكتور جابر نصار والقائمين معه علي إدارة الجامعة، ومواجهة العنف والإرهاب والمحرضين عليه بالفكر الديني الوسطي والفن والثقافة، وتحرير العقل من المتربصين بالأنشطة، ختاما، محمد منير قدوة فنية ووطنية محترمة، تبرع بأجره لصناعة البهجة في ساحة الجامعة، وأكرر العبارة التي قالها في حفلته: وطن بلا غناء محترم مايبقاش وطن.