عشنا الأسبوع الماضي علي وقع زيارة الرئيس السيسي إلي كل من كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، لكنني أود أن ألقي الضوء يا سادة علي زيارة اليابان تحديدا، حيث تم الاتفاق فيها علي تأسيس مشروع الشراكة التعليمية المصرية اليابانية..عن طريق استقبال طوكيوما لا يقل عن 2500 طالب ومتدرب علي مدي الـ5 سنوات القادمة، بهدف إدخال النظام التعليمي الياباني إلي مصر..في الحقيقة مازلت معارضا لإدخال أي نظام تعليمي أجنبي إلي مصر بنظرية " القص واللصق" لأن ما ينقص التعليم المصري هي السلوكيات والإدارة الرشيدة ..فالتعليم في اليابان لا يقتصر علي المدارس فقط..وعادة ما يبدأ التعليم في مراحله الأولي في المنزل، بالكتب التعليمية الموجهة للأطفال للأعمار دون سن المدرسة بالإضافة إلي البرامج التليفزيونية التعليمية المخصصة ..وغالبا ما ينصب التعليم المنزلي علي تعليم الآداب والسلوك الاجتماعي المناسب ..وتبعًا لإحصائيتين أجرتهما «المؤسسة العالمية من أجل تقويم التحصيل التعليمي» لاختبار مدي الاستيعاب في مجال العلوم والرياضيات، حصل تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية علي أعلي النقاط من بين تلاميذ المدارس الأجنبية الأخري.. تفوق نسبة الأطفال الملتحقين بالمرحلة الابتدائية في اليابان نسبة 99% بينما تتجاوز نسب التسرب من التعليم الابتدائي في مصر الـ25%..أشير هنا أيضًا إلي دور المعلم في العملية التعليمية في اليابان في مختلف المراحل، الذين يحظون باحترام وتقدير ومكانة اجتماعية مرموقة، وكذلك المرتبات المغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة ..إذن المعادلة ليست صعبة تقتضي فقط اهتماماً فعلياً من الدولة بعيدا عن التصريحات الرنانة التي كثيرا ما تخبو مع الوقت..والدليل تطوير المناهج في 90 يوما وكأنها رحلة حول العالم لنسخ تجارب الآخرين فقط.