المساء
عصام سليمان
بالعقل -وماذا بعد "عكاشة"؟!
طبيعي جدا أن ينتفض الإعلام الإسرائيلي المسموع والمقروء والمرئي لدعم عكاشة والدفاع عنه بعد إسقاط العضوية.. وأن يعتبر الامر علي هذا النحو مخيباً للآمال!!
أشار موقع "والملا" الاخباري إلي أن قرار البرلمان جاء بأغلبية كبيره.. في حين أكدت صحيفة "معاريف" ان اسقاط العضوية هو قرار ضد إسرائيل وأي تعامل معها.. مشيرة إلي أن الشارع المصري لايزال يكره إسرائيل بعد مرور عشرات السنين علي إتفاقية السلام!!
أقول طبيعي أن ينتفض الإعلام الإسرائيلي دفاعا عن عكاشة الذي يمثل كنزا لاسرائيل فيما يفعله داخل المجتمع المصري من خلال أدائه في قناة الفراعين وممارساته ومواقفه الغريبة لانها كانت تصب بالكامل في غير الصالح العام من خلال توزيع الاتهامات يمينا ويسارا علي من يخالفه الرأي وتهديداته المستمرة بأنه مسنود بما يصب في النهاية في خانة الفوضي الخلاقة التي إبتدعتها أمريكا في المنطقة لتكون الدماء أنهاراً والفتن بين الشعوب عيني عينك!!
وكل هذا يخدم إسرائيل ويجعلها القوة الوحيدة في المنطقة أمام العرب المفتتين المتناحرين المنقسمين علي أنفسهم والذين يطلبون ود إسرائيل وتدخل إسرائيل طبقا لنظرية الشرق الأوسط الكبير التي يطرحها الامريكان منذ سنوات علي الخط !!
وهذه النظرية تقوم علي اساس ان العقل اليهودي مع الساعد العربي يستطيعان بناء حضارة جديدة في المنطقة!!
تطبيقا لهذه النظرية الامريكية والصهيونية أيضا دعا "عكاشة" السفير الإسرائيلي الي منزله وبحث معه - علي حد تعبيره - مقايضة الدم المصري الذي أسالته إسرائيل عندما قصفت مدرسة بحر البقر الابتدائية ومزقت وشوهت أجساد أطفالنا الابرياء بقنابل النابالم ببناء عشر مدارس تتم إقامتها علي نفقة إسرائيل متجاهلا أن نقطة الدم المصرية لايمكن المقايضة عليها حتي بآلاف المدارس وليس مجرد عشر!!
وزاد علي ذلك بدعوة إسرائيل إلي مساندة مصر في معركة سد النهضة.. وكلنا نعلم حقيقة الدور المشبوه للإسرائيليين في الملعب الافريقي وتحديدا في منابع النيل والمساعدات اللوجستية في بناء سد النهضة حتي تقع البلاد في حرب مياه.. وتخلو المنطقة لتحقيق حلم اسرائيل الكبري من النيل الي الفرات!!
عكاشة كان يخدم إسرائيل ولايخدم الصالح الوطني بما فعله وأقدم عليه.. ولذلك فالطبيعي أن ينتفض الإعلام الإسرائيلي لدعمه والدفاع عنه.. والطبيعي أيضا أن ينتفض الشعب المصري كله لمواجهة شخص وفكر مريض حاول أن يعرض الأمن القومي للخطر.. وتمادي في غيه متحدياً الجميع بهدف التعدي علي الثوابت الوطنية والاضرار بمصلحة الوطن علي طريقة الدعوة لهدم المعبد علي من فيه سواء بالهجوم علي دول شقيقة ساندتنا أو أهانة رئيس الدولة أو دعوة الغير للتدخل في شئوننا!!
عموما صفحة توفيق عكاشة وقناته تم طيهما.. ولكن يبقي السؤال: هل يبدأ مجلس الشعب عمله الحقيقي والملموس لاقرار التشريعات التي تضمن ملاحقة الفساد والمفسدين وضبط العمل والاداء في المحليات ودفع عجلة الاستثمار أم نظل ندور وندور في قضايا خلافية تارة حول المناصب وأخري حول البدلات وثالثة بشأن اللائحة الداخلية أو الائتلافات.. وهكذا دون الدخول في صلب المشاكل الجماهيرية واقرار التشريعات التي تضمن تفعيل الدستور علي أرض الواقع؟!
أتمني ألا يستمر هذا الوضع كثيرا وأن نتذكر أن أولي جلسات البرلمان كانت يوم 10 يناير الماضي.. والمفروض ان تسابق الزمن للانطلاق إلي المستقبل الافضل الذي نحلم به ونتمناه.. وأن نتخلص من الروتين والفوضي علي يد نواب جاءوا بإرادة شعبية خالصة في دوائرهم!
قولوا .. يارب !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف