أحمد سليمان
في حب مصر -سيادة السفير الهمام "يسلم فمك"..!!
ما قاله السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة الليلة الماضية خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة في جنيف يكشف مدي القوة والجرأة التي وصلت إليها مصر في التعامل مع أي دولة في العالم تحاول الوصاية علي السياسة المصرية ونظام الحكم فيها حتي لو كانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة الأمريكية.
فبعدما استجمع أنتوني بلنكن نائب وزير الخارجية الأمريكي قواه وتحدث أمام اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف عن وجود انتهاكات لحقوق الإنسان واعتقالات تعسفية في مصر وأن واشنطن منزعجة جداً من ذلك. انبري له سفيرنا الهمام وعلمه درساً في حقوق الإنسان وذكره بانتهاكات بلاده في المجال نفسه. وسأسرد ما قاله مندوب مصر الذي أعتبره مقاتلاً لا يقل شراسة عن أي جندي وضابط يحارب الإرهاب علي أرض مصر ويسعي بكل ما أوتي من قوة لحماية أمننا القومي والحفاظ علي استقرار الوطن الذي ما زال يزعج ويقلق الكثيرين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.
قال السفير عمرو رمضان رداً علي نائب وزير الخارجية الأمريكي:¢ إن مجلس حقوق الإنسان ليس في حاجة إلي نصائح من دول تنتهك حقوق الإنسان بلا حساب. وتتعمد تحويل المجلس إلي ساحة للتشهير وتبادل الاتهامات للتغطية علي مشاكلها. فبدلاً من التشهير بالآخرين كان أولي بنائب وزير الخارجية الأمريكي أن يتناول موقف بلاده إزاء انتهاكات حقوق الإنسان لديها. وما تعتزم أن تتخذه من تدابير لمعالجة تلك الانتهاكات بما في ذلك معتقل جوانتانامو. الذي وعد الرئيس باراك أوباما بإغلاقه منذ 8 سنوات.
وقال سفيرنا أيضاً: إن المطلوب ليس فقط إغلاق معتقل جوانتانامو ولكن أيضًا محاسبة المسئولين عن الانتهاكات التي وقعت فيه. وعدم إفلاتهم جميعا من العقاب. بجانب الانتهاكات اليومية لحقوق المواطنين وبالأخص المنحدرين من أصول أفريقية. والعنف المفرط من قبل الشرطة والتمييز والعنصرية وكراهية الأجانب والتضييق علي المهاجرين واللاجئين. وكراهية الإسلام وانتشار خطاب التحريض. فضلًا عن ملفات التعذيب. وإنهاء حالة الإفلات من العقاب الشائعة لدي الولايات المتحدة.
السفير عمرو رمضان قال أيضاً: إن معارضة الخارجية الأمريكية للقرارات الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومطالبة وزير الخارجية الأمريكي ونائبه بإلغاء البند الخاص بفلسطين علي أجندة مجلس حقوق الإنسان. يمثل محاولة لإسكات الأصوات عن أكبر ظلم وأطول انتهاكات يشهدها تاريخ الإنسانية المعاصر علي مدار 68 عامًا.
سفيرنا لم يكتف بذلك ولكنه خاطب المسئول الأمريكي بالطريقة نفسها التي تخاطب بها الولايات المتحدة الدول فيما يخص ما يدعون أنه انتهاك لحقوق الإنسان فقال: "إن مصر تعرب عن بالغ القلق إزاء إلقاء مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض علي طالب مصري. عمره 23 عاماً. ويدعي عماد السيد بولاية كاليفورنيا. لمجرد أنه أعرب عن رأيه تجاه المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب".
سيادة السفير.. "يسلم فمك".