سامى عبد الفتاح
كلمة حرة -خسر الزمالك ..كما خسر الأهلي .. والسبب معروف
قبل أسابيع خسر الأهلي بثلاثية أمام سموحة وكان بقيادة البرتغالي بيسيرو الذي نفد بجلده ورحل ليدرب بورتو في بلده.. وأمس الأول خسر الزمالك بنفس النتيجة أمام الانتاج الحربي في أول ظهور للاسكتلندي الشهير ماكليش.. في الخسارتين للأهلي ثم الزمالك وبثلاثية. لا يجد مفاجأة في الخسارتين بل ان كلا منهما منطقية جداً. وتكشف أسبابها بنفسها. وان الكبير لا يسقط بهذا الشكل إلا إذا كان محاصراً بمصائب تضعف همته وتخطف تركيزه. وتشتت عزيمته. فلا يري طريقه بوضوح. ويعاني بشدة لادراك هدفه.
فالأهلي خسر يوم ان قام الأولتراس بجريمتهم ومحاصرة الفريق أمام فندق اقامته بمصر الجديدة. وهددوا اللاعبين ومنعوا تحرك الأتوبيس الي ستاد بتروسبورت. حتي تأخرت المباراة ساعتين كاملتين. تبخر معها تركيز اللاعبين. فتاهوا بين مهمتهم في الملعب. وبين ما حدث لهم من جماهيرهم مثل الدب الذي قتل صاحبه بغبائه.
وما حدث للزمالك أمام الانتاج الحربي لا يختلف كثيراً.. ولا يوجد عاقل يحمل ماكليش مسئولية هذه الخسارة. لأن الرجل في الغالب لا يعرف اسماء لاعبيه بعد. فالزمالك خسر لانه في أضعف حالاته وانه واجه فريقاً منظماً استغل الفرصة ولعب مباراة العمر.
فالزمالك منذ هزيمته أمام الأهلي وهو فاقد التوازن بسبب الأحداث العنيفة المتوالية عليه. والتي تفوق التصور والتحمل.. فالزمالك الفائز ببطولتي الدوري والكأس وكان بهما سعيداً.. أصابته لعنة عصفت بأجهزته الفنية وقزمت لاعبيه وأصبح معظمهم يحلم بالخروج علي خير من الفريق. إلي واقع أفضل وأهدأ. واكثر استقراراً.
لذلك فان فريق الزمالك يلعب في ظروف هي الأسوأ بالنسبة له. ويحتاج الي بعض الوقت. كي يستعيد استقراره وهدوءه. ويجد ماكليش الأجواء المناسبة لاظهار لمساته وفروقه الفنية علي الفريق.. وهذا ما سبق ان حذرت منه وكتبته في مقال سابق. بأن ماكليش ومارتن يول. لن يقدما سحراً للزمالك والأهلي إذا لم يجدا أجواء هادئة ومستقرة. وادارة محترمة تتعامل بثقة مع الجهاز الفني لأبعد مسافة زمنية وان نستعيد التجربة الناجحة للبرتغالي مانويل جوزيه مع النادي الأهلي في تسع سنوات وان هذه التجربة أثمرت نحو 19 بطولة للأهلي وثلاث بطولات قارية لمنتخب مصر وكل ذلك بسبب نجاح الادارة المحترفة في النادي الأهلي في ذلك الوقت.. فنجح جوزيه. ونجح معه حسن شحاتة وهذا ما يجب ان تتعلم منه ادارة الزمالك وادارة الأهلي وكل الادارات الأخري في الأندية وفي اتحاد الكرة أيضاً.. فتجربة النجاح مازالت أمامنا بكل تفاصيلها.. أما تجارب الفشل والسقوط فهي تحيط بنا من كل جانب. ونحتاج ان نتعلم منها أيضاً. بأن نكسر حصارها لنا ونتوقف عن شغل الهواة والمشجعين في المدرجات والمطبلاتية.