الوطن
محمد فتحى
لعّيبة بلدنا.. و«حمدين».. والنوبة!!
(1) فيها حاجة حلوة..

بالأمس حضرت نهائى دورى لعّيبة بلدنا..

٨٠٠ من أبناء المؤسسات العقابية، وأطفال بلا مأوى، يلعبون نهائى بطولة امتدت عاماً كاملاً، تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى..

800 يعاد تأهيلهم بلا ضجيج، وبلا تغطية إعلامية ملائمة ومناسبة.

800 يجب أن نسأل أنفسنا بعد هذه المشاركة: لماذا لا يتم الاعتماد على فلسفة التأهيل والاحتواء فى العديد والعديد من مناحى حياتنا، ليكون لدينا العامل المؤهل، والموظف المؤهل، والمدرس المؤهل، وكل هؤلاء وغيرهم يُعاد تأهيلهم وتدريبهم وفق أولويات الواقع التى تفرض علينا تأهيلاً أو موتاً مُبكراً فى كل مناحى الحياة..

شكراً د. غادة والى، وزيرة التضامن، على مجهودها الحقيقى الذى أصبحنا نلمسه فى وقت يتعامل فيه آخرون بمنطق «اللقطة» و«الشو» الإعلامى..

(2) لماذا نفعل ذلك بالنوبة؟؟

لو كانت هناك جائزة لأطيب «بنى آدمين» فى العالم، لفاز بها أهالينا فى النوبة، فمع كل مشكلاتهم لا يتكلمون ولا يصرخون، وبدلاً من أن تراعيهم الدولة، تدوس عليهم «بزيادة»..

هذه رسالة أنقلها لهم بالنص من أحد أهالى النوبة:

«فى منطقة النوبة، فيه محطة صرف صحى معمول جنبها غابات شجرية، علشان الاستفادة من الصرف الصحى. السدود الخاصة بالغابات دى اتهدت ومياه الصرف دخلت على ترعة بتوصل المية لأكتر من 10 قرى نوبية، وتلوث الترعة بالشكل ده أدى إلى انقطاع المياه منذ 3 أيام، واحنا النهارده اليوم الرابع.. ولسه لحد دلوقتى المشكلة ماتحلتش والميه بتيجى لنا من خلال عربيات «فنطاس»، بس طبعاً مش بتكفى كل الاحتياجات، بس الحمد لله، القرى النوبية المجاورة قايمين بدور فعال فى إمدادنا بالمياه».

هذا نموذج لغياب الدولة. قرية بلا مياه منذ 3 أيام، تعمل بالفنطاس، وبمعاونة القرى المجاورة، وحين تسأل عن الدولة تجد النتيجة الحتمية سؤالاً يقول: هى فين الدولة؟؟

(3) تأهيل رئيس مجلس النواب..

ربما كان د. على عبدالعال قامة دستورية عظيمة، لكن أسلوبه فى الإدارة فى حاجة إلى مراجعة وتأهيل.. كل يوم تقريباً تجد خبراً عن الرجل، وخلافاً بينه وبين أحد الأعضاء. بالأمس شاهدت فيديو له يوبّخ النائب أحمد الطنطاوى على ملابسه (الكاجوال)، راجياً إياه ألا يأتى بهذا الزى مرة أخرى، لأنه مش «ملعب كورة»!! لم يكن النائب يرتدى «شورت وجاكيت وترنج» مثلاً، ولا كان يضع الصفارة حول عنقه، وحتى على مستوى السوابق البرلمانية، كان يجب ألا يصطنع رئيس المجلس مشكلة دون أى داعٍ، وكان يمكنه التنبيه على النائب بحديث ودى..

بينى وبينك، لا يهمنا كل ذلك، يهمنا أن ماكينة مجلس النواب «تطلّع قماش»، لأن النتيجة حتى الآن أننا لا نشعر من مجلس النواب سوى بخناقاته.

(4) لا تضغط على رئيس الجمهورية يا «نجاد»..

بس يا سيدى.. الخبر كالتالى..

الإفراج عن المحامى الحقوقى نجاد البرعى بعد التحقيق معه على ذمة اتهامه بتأسيس جماعة غير شرعية وإعداد مشروع قانون ضد التعذيب، والضغط على رئيس الجمهورية، لإصداره ومناقشته فى ندوة انعقدت فى غضون شهر مارس عام 2015.

لو سمحت يا أستاذ نجاد، ماتضغطش على رئيس الجمهورية، علشان فيه ناس بتزعل، حتى لو الرئيس نفسه مازعلش.. اللهم ارحمنا وارحم دوالينا ومستقبل الأسرة الإنجابى.

(5) حمدين والبديل..

سواء اتفقت أو اختلفت مع حمدين صباحى، يجب أن تحييه على محاولته لصنع «بديل». صحيح لن يصنع البديل على طريقة الكيانات السياسية والتكتلات التى تُسمى نفسها القوى الوطنية وكأن غيرها غير وطنى، وصحيح أن الأمر يتكرر بالأسلوب نفسه، لكن بمسميات مختلفة، وكأننا سنحصل على نتيجة جديدة، لكن إصرار الرجل على (لعب السياسة) أفضل بكثير من جلوس آخرين ينظرون إلى الباقين، ويوزعون صكوك الوطنية عليهم، ويصنّفون الناس حسب مزاجهم الثورى، وهم خلف شاشة وكيبورد..

كمّل يا «حمدين»، حتى لو اختلفنا على الأسلوب، فالهدف مصر..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف