الأهرام
مرسى عطا الله
نريدك رئيسا لاشهيدا
بقدر ما أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى من تأكيد لشخصيته الوطنية كمقاتل جسور لا يهاب الموت بقدر ما أثارت القلق فى نفوس ملايين المصريين الذى يقول لسان حالهم ـ عن صدق واقتناع ـ نريدك رئيسا لا شهيدا لأن مصر تحتاجك فهذه اللحظة لحظتك وتلك التحديات الجسام لا يقدر عليها أحد سواك!
لقد قلت لأعضاء الكونجرس ما كان يجب عليك إسماعهم به ردا على تحذيراتهم المشكوك فى مصداقيتها والقائلة بأنك ـ والعياذ بالله ـ قد تتعرض لما تعرض له الرئيس الراحل الأسبق أنور السادات الذى اغتالته يد الإرهاب الأسود للجماعات المتطرفة فكان جوابك مطابقا لما يعرفه أهل مصر عنك من شجاعة ووفاء وهذا جواب ينبغى أن يسجل للتاريخ: «إن الرئيس السادات رحمه الله أنقذ أرواح مئات الآلاف من المصريين وإذا كانت حياتى ثمنها إنقاذ أرواح ألاف المصريين فهذا ثمن ليس كبيرا... ثم إننى أفكر فى أمر واحد فقط هو مصر وشعبها والله يعلم ما فى نفسى.. لا أحد ينهى عمر أحد قبل أوانه أو بعده.. كل شىء مقدر بإرادة الله».

واسمح لى يا سيادة الرئيس أن أقول لك إن شعب مصر الذى يؤمن مثلك بالقضاء والقدر ويفهم جوهر الدين على حقيقته هو الذى يتوجه نحو السماء كل يوم بالدعاء لك بأن تظل رئيسا لا أن تكون شهيدا حتى لو كانت هذه أمنيتك التى كررتها أكثر من مرة ومست القلوب وأنت ترددها ذات يوم معزيا والد أحد الجنود الشهداء: «يابخت الشهيد ياريت كنت أنا».

إن المصريين يريدونك رئيسا ولتكن على ثقة بأن أحدا لن يستطيع أن يهز معنوياتهم وأنت تقود مسيرتهم بفهم العارف منذ زمن بحقيقة وأهداف أعداء الحياة والإنسانية وأعداء الدين لأنك ـ وكما قلت قبل يومين ـ : «نحن صناع الحياة والإنسانية والدين الحقيقى اللى بيخدم الناس ويحافظ عليهم واللى بيخدم حرية الناس وإرادتهم واختياراتهم وليس القتل والتخريب والتدمير وإن شاء الله منصورين»... سلمت وسلمت مصر يا رئيسنا.

خير الكلام :

<< تسير بنا الأيام والموت موعد.. وتدفعنا الأرحام والأرض تبلع !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف