محمد فودة
من الواقع ماذا لو تعاملت قوات الأمن مع سيارة العريش بطريقة أفضل؟!
قالت وزارة الداخلية إن أجهزة الأمن نجحت في التصدي لسيارة فنطاس مفخخة ومحملة بكميات كبيرة من المتفجرات يقودها انتحاري وكان يستهدف تفجيرها في مبني إدارة قوات الأمن بالمساعيد بمنطقة العريش بشمال سيناء لحصد أكبر عدد من قوات الأمن.
وقالت إن القوات تمكنت من إطلاق النار علي السيارة وتفجيرها قبل اقتحام المبني.. وأسفر التفجير عن مصرع الارهابي سائق السيارة واستشهاد اثنين آخرين أحدهما مجند والآخر مدني موظف بالكهرباء وإصابة 52 مجندا داخل المبني نظرا لتطاير زجاج النوافذ بسبب التفجير!
هناك اسئلة يمكن أن تدور حول هذا الحادث الارهابي.. فالسيارة عندما فجرتها قوات الأمن كان من الطبيعي ان يلقي السائق مصرعه.. لكن الحادث الارهابي أسفر عن استشهاد اثنين احدهما مجند والآخر مدني وإصابة 52 مجندا آخرين؟!
ماذا لو لم يتم تفجير السيارة قبل أن تصل إلي المبني؟! فرغم أن قوات الأمن شاهدتها مندفعة نحو المبني الذي كانت تقصده فإنه لا شك لو نجحت السيارة في تلك المحاولة لكان عدد الشهداء من قوات الأمن سوف يزيد عن عدد الـ 52 مصابا بالاضافة الي الاثنين اللذين استشهدا!! وحينئذ كانت الجهة الارهابية التي تقف وراء الجريمة سوف تشمت فينا إلي أقصي درجة وتقول اننا عاجزون عن حماية جنودنا فما بال المواطنين العاديين من الأهالي؟!
سبق أن كررنا أكثر من مرة بضرورة تحصين المراكز والنقاط الامنية الموجودة ليس في سيناء وحدها بل في كل أنحاء مصر.. وقلنا انه يجب ان تكون لقواتنا يد السبق في التصدي لهم. وبدلا من ان يأخذونا نحن علي غرة نبادر ونلحق بهم الضرر الذي كانوا ينوونه لقواتنا قبل ان تتحقق أغراضهم واهدافهم التي يريدون بها ان يجعلونا في حالة يأس كامل.
لو أن هناك نقاط ارتكاز غير معروفة ورصدت مثل هذه السيارة علي بعد مناسب قبل ان تقترب من مركز قوات الامن بمسافة كبيرة وفجرتها لما وقعت هذه الاصابات ولما استشهد جندي ومدني.
يمكن لهذه النقاط اذا تشككت في إحدي السيارات وهي علي مسافة بعيدة من أي مركز أمني ان تطلق الرصاص علي إطاراتها وعرقلتها بأية طريقة فإذا تبين انها سيارة مسالمة يمكن اصلاح الخلل الذي أصابها.. أما اذا كانت سيارة محملة بمتفجرات فمن الطبيعي ان أي رصاصة تطلق عليها ستفجرها وينكشف أمرها ويمكن في هذه الحالة ان نقبض علي سائقها لنعرف منه المزيد عن الجهة التي ارسلته والاشخاص المتعاونين معه أو مع تلك الجهة الارهابية.
اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية الجديد أجري اتصالات بالقيادات الأمنية للاطمئنان علي الأوضاع وطالبهم باليقظة التامة ووضع جميع القوات في حالة استعداد قصوي وتجهيز القوات للتعامل الفوري مع أي تداعيات.
الوزير أمر أيضا بتشكيل فريق بحث من جهازي الأمن الوطني والأمن العام للتوصل الي هوية الارهابي وباقي الخلية الارهابية التي ارسلته.
إننا نريد من وزير الداخلية الجديد أن يحكم قبضته علي الأمن بأساليب جديدة لا تخطر علي بال الارهابيين ويكون للداخلية السبق في معرفة نواياهم قبل ان ينفذوها.. ويعطي قوات الأمن التحذيرات الواجبة في هذا المجال.. ويحاول قدر الامكان ان يضع محولات الكهرباء تحت السيطرة الامنية.