خالد امام
..وماذا بعد؟ هل هذا وقته..؟؟
إذا سألت أي شخص في العالم : ما هي المدينة الأهم الآن؟؟.. فسوف يرد بسرعة وبتلقائية شديدة: شرم الشيخ.
نعم.. شرم الشيخ.. عروس المدن وأميرتها حيث تحتضن غداً قرابة 2000 رئيس وملك ورئيس حكومة ووفد ومستثمر من 89 دولة وفق آخر بيان صادر أمس من مجلس الوزراء وذلك في أهم مؤتمر اقتصادي عرفته البشرية.. ولما لا وقد وصفه الرئيس السيسي بأنه "ذراع مصر".. وهو وصف في قمة البلاغة والدقة والخطورة أيضا لمن يعي المعني والهدف والنتائج المترتبة عليه..؟؟
هذه الأهمية القصوي للمؤتمر الذي سيعبر بمصر إلي آفاق هائلة تحتاج من كل واحد فينا أن ينضبط ويعمل ويخدّم علي هذا الحدث الكبير حتي نظهر بالصورة اللائقة وألا يخطئ خطأ واحداً ولو كان غير مقصود خاصة في ظل وجود جماعة إرهابية عفنة وخائنة تدرك جيداً خطورة ونتائج المؤتمر علي وجودها وتسعي بكل ما أوتيت من فكر شيطاني سافل لإفساده أو علي الأقل تشويهه.
بالتالي.. كيف تسمح الحكومة بعودة طوابير السيارات أمام محطات البنزين بسبب نقص السولار؟؟.. هل هذا وقته حتي لو كان هناك نقص فعلاً في الكميات؟؟.. كان المفروض حل تلك الأزمة الطارئة فوراً لمنع التداعيات المتوقعة.
نعلم جميعاً أن أبراج الكهرباء مستهدفة طوال 20 شهراً من خوارج العصر.. وبىحت أصواتنا في التنبيه إلي أن خرائط الأبراج في يد الإخوان داخل الوزارة.. ورغم استبعاد 1760 فنياً وإدارياً إخوانياً من مواقعهم إلا أنهم نقلوا إلي أماكن أخري داخل الوزارة نفسها.. أي أن "الورم" مازال موجوداً ولم يتم استئصاله نهائياً وهو ما يفسر استمرار حوادث التفجير.. هل من المعقول أن يتم تفجير 10 أبراج دفعة واحدة في مدينة العاشر من رمضان مما جعلها ومدينتي بلبيس والعبور تغرق في ظلام دامس بعد أن فقدت الشبكة 200 ميجاوات؟؟.. هل هذا أيضا وقته يا حكومة؟؟.. لماذا لم يتم تشديد التأمين وتحديد حرم للأبراج ممنوع الاقتراب منه و"تصفية" كل من يخترق هذا الحرم؟؟.. لماذا يا حكومتنا الرشيدة وأي رسالة يمكن أن تصل إلي المستثمرين القادمين إلينا بصدور وعقول مفتوحة..؟؟
هذان نموذجان فقط لكنهما صارخان.. وتدعو الله ألا يدفعنا الإهمال أو التراخي أو عدم الحسم إلي ذكر المزيد.
أعود وأقول إن المؤتمر الاقتصادي حدث في غاية الأهمية.. وإذا كان تأمين شرم الشيخ أمراً ضرورياً للخروج بالمؤتمر في أبهي صورة.. فإن تأمين باقي أنحاء الوطن ومرافقه الحيوية لا يقل أهمية عن حماية "عروس المدن وأميرتها".. فأي حادث ــ لا قدر الله ــ ولو كان بسيطاً وفي أقصي ربوع مصر يؤثر سلباً علي الجو العام.
انتبهوا أيها السادة.. أرجوكم.