المساء
محمد جبريل
ع البحري - شاهد شاف كل حاجة!


في شارع عباس العقاد. أشار الرجلان والمرأة إلي سائق التاكسي الشاب حمادة عويس. وافق علي أن يقلهم إلي قرية تابعة لمركز بني مزار. امتدت المناقشات- طيلة الطريق- بينهم وبينه. تحدثوا عن الظروف التي دفعتهم للسفر إلي الجنوب. وروي عن بواعث قدومه- ذات يوم - من قريته في البداري بأسيوط إلي القاهرة عمل- بمؤهله المتوسط- في العديد من الوظائف والمهن. قبل أن يوفر القسط الأول لتاكسي يقوده بنفسه.
بلغ التاكسي بني مزار أول الليل. طالب الركاب الثلاثة حمادة أن يخترق الشوارع المتربة الضيقة. حتي انتهي إلي الخلاء.
دار برأسه إلي الوراء يسأل: إلي أين؟.. لكن حركة اليد السريعة القاسية سبقت السؤال. فأسكتت صوته.
أدرك حمادة أنه يواجه سرقة تسللت يده- وهو مغمض العينين والشفتين- إلي مفاتيح السيارة. ليمنع قيادة أحدهم لها. ثم حاول- في اللحظة التالية- أن يتقي الضربات المتلاحقة. من أسلحة بيضاء وشوم كانوا يخفونها في ثيابهم.
وجد حمادة نفسه في الخلاء بمفرده. يعاني تأثيرات الضربات القاسية. بعد أن اختطفت السيارة. ومتعلقاته الشخصية ظل في موضعه عاجزاً عن الحركة. حتي ظهر الصباح بمن رآه. ونقله إلي مستشفي بني مزار.
لأن اللصوص كانوا قد حصلوا علي متعلقات حمادة الشخصية. فقد سهل عليهم الاتصال به. عرضوا رد السيارة لقاء بضعة آلاف من الجنيهات. دفعها - مرغماً- من الأقساط التي كان قد ادخرها.
حصل حمادة علي سيارته بعيداً عن تدخل الشرطة. خشي- والكلام له- أن تضيع السيارة. وتضيع حياته. اشتري الطمأنينة بآلاف الجنيهات التي دفعها. لكن شاغله الآن أن تبحث الشرطة عن اللصوص. وتلقي القبض عليهم.
لماذا؟
يجيب في نبرة متأثرة: حتي لا يكرروا ما حدث مع شخص آخر. خفت علي نفسي. والآن أنا أخاف علي آخرين قد تصادفهم العصابة!
في حوزتي رقم تليفون الشاب الصعيدي حمادة عويس. يختلف عن جهاز المحمول الذي لم يأخذه اللصوص. يأمل أن يعيد رواية ما حدث دون أن يعاني متاعب ولا قلق ولا استدعاءات متكررة لسماع أقواله.
المهم- كما قال لي - أن تضع الشرطة أيديها علي عصابة جديدة. قد تصل تأثيرات جرائمها إلي حد القتل!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف