المساء
مؤمن الهباء
شهادة - نفسي أصدق الحكومة!!
والله العظيم نفسي أصدق التصريحات اليومية التي تطلقها الحكومة عن عدم وجود أية نية لديها لرفع أسعار الوقود.. وأن ما يتم تداوله عن زيادات مرتقبة في أسعار البنزين والسولار والكهرباء مجرد شائعات لا صحة لها.
نفسي أصدق هذه الوعود المتفائلة.. لكن كيف أصدق والواقع الذي نعيشه ينطق أمامي بالحقيقة التي لا مراء فيها.. الواقع يؤكد أن الأسعار في ارتفاع مستمر.. سواء أعلن عن هذا الارتفاع أم لم يعلن.. وسواء كان هذا الارتفاع بشكل رسمي أم غير رسمي.. فالرقابة عموماً غائبة.. والتجارب علمتنا أنه عندما تكون هناك نية لرفع الأسعار لابد أن تسبقها حالة من الفوضي كي ترتفع الأسعار عشوائياً في السوق السوداء.. وبعدها يأتي الإعلان عن الزيادات الرسمية لإنهاء الارتباك ووعود جديدة بضبط السوق.
والأزمات المستحكمة الآن في البنزين وأنابيب البوتاجاز والسولار وانقطاع الكهرباء تمهد الطريق لزيادة الأسعار.. فإذا كان سعر الأنبوبة قد وصل إلي 110 جنيهات والناس تحصل عليها بالضرب.. فإن ارتفاع السعر من 8 جنيهات إلي 15 أو 20 جنيهاً لن يواجه أية مقاومة.
واذا كانت محطات البنزين في المحافظات تعاني من الزحام وتكدس الطوابير أمامها مما يؤدي إلي اختناقات مرورية ومشادات ومشاجرات.. وهناك بعض المحطات تضطر إلي غلق مداخلها بالجنازير.. إذا كان ذلك يحدث في الواقع فإن أية زيادة علي لتر البنزين مع وعد بتوفيره مستقبلاً سوف تمر.. وإلي أن يحدث ذلك فلا مانع إطلاقاً من أن يخرج بعض صغار كبار المسئولين ليعلن بين لحظة وأخري أن الأزمة مفتعلة.
والكهرباء صارت تتمنع علينا هي الأخري رغم الإلتزامات الرسمية القاطعة بأنه لا عودة للانقطاع وتخفيف الأحمال بعد الإعلان عن حل أزمة الوقود بالاتفاق بين وزيري الكهرباء والبترول.. هل يتذكر وزير الكهرباء ومساعدوه هذه التصريحات التي نشرتها الصحف بالمانشيتات العريضة؟!
لقد عادت الكهرباء إلي الانقطاع وتخفيف الأحمال.. والفواتير نار في الشتاء فما بالك بالصيف.. والتصريحات الرسمية تمهد الآن لتكرار الانقطاع في الصيف بسبب قلة كميات الوقود التي تقدمها وزارة البترول.. وسوف يكون علينا ــ طبقاً لمصادر وزارة الكهرباء ــ أن ننتظر اكتشافات الغاز الطبيعي الجديدة أو وصول الكميات المتفق عليها مع الجزائر وروسيا.
ولا يتورع وزير الكهرباء عن أن يصدمنا بتصريحاته المتضاربة.. مرة لا زيادة في الأسعار.. ومرة أخري الأسعار سترتفع بنسبة 20% في يونيه القادم التزاما بسياسة تخفيض الدعم تدريجياً.
وأخشي أن تكون هذه التصريحات المتضاربة من صميم خطة التمويه الاستراتيجي.. حتي نكون مستعدين لأسوأ الاحتمالات.
أما فيما يتعلق بالسولار والبنزين فقد أخبرنا رئيس شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية د. حسام عرفات بأن الأزمة مستمرة لأجل غير مسمي.. وأن التعاون بين الشعبة ووزارة البترول منعدم.. ولم يتم إبلاغ الشعبة بأية قرارات تخص الأزمات أو توفير السولار واسطوانات البوتاجاز.. وجميع التصريحات التي يقدمها المسئولون عن تلك الأزمات أو ارتفاع الأسعار ما هي إلا تصريحات مبهمة ولا يمكن الأخذ بها.
ألم أقل لكم.. نفسي أصدق الحكـــومة.. ولكن كيف؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف