طارق مراد
هاتريك - خالد عبدالعزيز .. وكوبر الأرجنتيني
تحية تقدير يستحقها وزيرنا الشاب المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة بعد قراره الحكيم والحاسم برفض صرف دعم خاص أو المساهمة في تكاليف عقد هيكتور كوبر المدير الفني الأرجنتيني مع اتحاد كرة القدم لتدريب منتخب الفراعنة والذي بدأ مهمته رسميا بالفعل وهو قرار يعكس مدي بعد نظر المهندس خالد عبدالعزيز ورؤيته الشاملة والواعية لإدارة وقيادة منظومة الرياضة المصرية بمختلف عناصرها من أندية واتحادات فالوزير لديه قناعة بأن اتحاد الكرة يعد الاتحاد الأغني والأعلي قدرة اقتصادية في المنظومة الرياضية بتوافر موارده المالية من خلال الرعاة والبث الفضائي.. وانطلاقا من هذا الواقع فإن لدينا اتحادات أخري تستعد لتمثيل مصر في بطولات العالم والدورة الأوليمبية بينما امكانياتها المادية محدودة للغاية وتعتمد كليا علي دعم الدولة.. لطبيعة هذه الرياضات التي لا يلهث وراءها الرعاة مثلما هو الحال مع الساحرة المستديرة معشوقة الملايين ولكنها في الوقت نفسه رياضات تحظي بأهمية كبيرة ولاعبيها يحققون إنجازات عالمية وأوليمبية تفوق نتائج كرة القدم في مصر لذلك فإن هذه الرياضات أحق بدعم ومساندة الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة من هذا الأرجنتيني وهو ليس المقصود بهذا الرفض من الوزارة لكونه مسألة مبدأ أكد عليه وأعلنه المهندس خالد عبدالعزيز انطلاقا من أن هناك أولويات بدعم الدولة منذ بدأ اتحاد الكرة رحلة البحث عن مدرب للمنتخب الوطني بعد فشله في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية خاصة وأن تكاليف المدرب الأرجنتيني ومعاونيه تبلغ 112 ألف دولار شهريا وأمام هذه التكلفة الباهظة فإن المهندس خالد عبدالعزيز يستحق أن نقول له برافو وأن نشد علي يديه أمام هذا القرار الحكيم الذي اتخذه فالوزارة تتحمل أعباء مالية كبيرة من أجل النهوض بالمنظومة الرياضية في مختلف المجالات ويكفيها فخرا مشروعها القومي لانشاء عدة آلاف من الملاعب المفتوحة في مختلف المحافظات ومراكز التنمية الرياضية وتطوير 4 آلاف مركز شباب وهذا المشروع التاريخي من شأنه ان يحدث طفرة هائلة ونهضة شاملة للرياضة المصرية عامة وكرة القدم خاصة.
وطالما اننا نتحدث عن كوبر الأرجنتيني فقد جاءت تصريحات الرجل في المؤتمر الصحفي لتؤكد اننا دخلنا مغامرة غير محسوبة بالتعاقد معه قد تسفر عن إهدار الملايين من المال العام هبأ بعد أن تم التعاقد بدون معايير كالعادة في الجبلاية فالرجل لا خبرة له بالكرة المصرية.. ولا الأفريقية ولا يعرف في مصر سوي محمد صلاح نجمنا المتألق مع فورنتينا الإيطالي.. كما انه لم يسبق له تحقيق إنجاز مع أحد المنتخبات الأفريقية بل ان خبرته في العمل مع المنتخبات لم تتعد سوي عام واحد ومع منتخب متواضع هو جورجيا ولكن كالعادة لم يلتزم الجبلاية بالمعايير تطبيقا لشعار العشوائية والارتجالية في العمل لانه لا يمتلك استراتيجية واضحة في إدارة شئون اللعبة ولكن دائما المحسوبية والمجاملات والبحث عن السبوبة والتوازنات في تبادل المصالح الشخصية بين مسئولي الجبلاية هو الشغل الشاغل لهم.. أما المصلحة العليا للعبة وسمعة منتخبات مصر فهي متروكة للظروف والصدفة لكونها تأتي في المرتبة الثانية في أولويات رجال الجبلاية.. لذلك جاء قرار الاتحاد طبيعيا بالقاء المعايير في سلة المهملات لغرض في نفس يعقوب ولم يكن غريبا أن كوبر الإرجنتيني قال: انه سوف يعتمد علي معاونيه لاختيار لاعبي المنتخب وهو ما كنا نحذر منه بأن المدرب الأجنبي سوف يفرض عليه معاونيه لاعبين لأن رجال الجبلاية نسوا أن جيل نجوم الكرة المصرية قد اعتزلوا وان المنتخب يمر بمرحلة احلال وتجديد وإعادة بناء ولذلك فإن المدرب الوطني كان الأقدر علي القيام بهذه المهمة.. كما انه من يكون في حاجة لوقت للتعرف علي اللاعبين.