كنت سأخصص مقال اليوم لمناقشة أزمة العملة، وكيف أخفق البنك المركزى فى إدارة ما لديه من احتياطى من أجل ترويض الوحش فى سوق الصرف، ولكن أرسل لى صديق بالجهاز المصرفى مقال منشور على موقع (The Hill) لهانا بيرنز (Hannah Burns) بعنوان (Egypt, optimistically) وبما أن أزمة العملة مستمرة، فقد تم تأجيل الحديث فيه، ونطرح رؤية بيرنز، ولماذا يدعونا إلى التفاؤل؟
بيرنز هو العضو المنتدب في كامبردج العالمية للاستشارات في واشنطن وخبير استشاري للمنظمات الخاصة وغير الهادفة للربح التي تعمل في مصر، وهو يدعو للنظر إلي مصر بنوع من التفاؤل، وينظر إلي الإنجازات التي وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ودور القطاع الخاص لإنعاش الاقتصاد المصري رغم الأزمة الحادة في العملة والسياحة.
يطرح بيريز تساؤلاً ربما يحمل الكثير من التساؤلات التي بين السطور، والمؤامرات التي تتعرض لها مصر، فيسأل: لماذا ينظر العالم إلي مصر من خلال منظور متشائم للأحداث السلبية؟ فمصر تحملت آثاراً مدمرة بسبب الإرهاب، واضطرابات سياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، حتي حقوق الإنسان في مصر بعيدًا عن المثالية، وينتقد وسائل الإعلام الدولية، التي يؤدي تناولها للأحدث في مصر إلي مزيد من الاضطرابات الاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلي انتفاضة، وينتقد بطء الحكومة المصرية في تبني إصلاح التعليم، والتركيز علي المهارات التي تحقق الاستدامة الاقتصادية، ويري أن العالم يجعل التطورات الإيجابية والتحولات التي شهدها القطاع الخاص في مصر، وينظر (بيريز) إلي الإمكانيات التي تتمتع بها مصر سواء من رجال الأعمال والشركات الصغيرة والشباب الذي لديه القدرة علي الوصول إلي التكنولوجيا وكلها وسائل تحتاج إلي تهيئة بيئة العام من أجل ازدهار الاقتصاد. ويرصد دور البنك التجاري المصري في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة منذ عامين، وكيف أن البنك لم يكتف بالتمويل فقط، بل تقدم خدمات لمساعدة العملاء علي النمو، وهو ما يدفع نحو تحقيق الشمول المالي، وأشار إلي المنظمات غير الهادفة للربح مثل غرفة التجارة الأمريكية وما تقوم به من دور في دعم الشركات الصغيرة، وكذلك دور الجامعة الأمريكية في ريادة الأعمال، بالإضافة إلي الإرادة السياسية من أجل دفع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمويل الشباب المتمثل في مبادرة الرئيس السيسي، وما تقوم به الحكومة من جهود، ومبادرة البنك المركزي الذي ألزم البنوك بنسبة مئوية لتمويل هذا القطاع، كل ذلك كما يري بيريز حقائق واقعية تدعو لمشاهدة مصر من خلال منظور متفائل.
نعم نحن نريد أن ننظر إلي مصر بنوع من التفاؤل، الذي يغطي علي كل السلبيات والأزمات الخارجة عن إرادة مصر، نحن في حاجة إلي أن نفكر خارج الصندوق، الذي مازال الجميع يخشي المغامرة، وضخ دماء جديدة لتقوم دفة الاقتصاد، فالتفكير خارج الصندوق يتطلب قيادات جديدة تفكر بنمط مختلف حتي تعبر مصر من أزماتها.
دعوة للتفاؤل بمصر وبمستقبلها من أجل حياة كريمة لنا وللأجيال القادمة، وتحيا مصر.